الوحدة: ١-٢-٢٠٢٣
مع يأس المواطنين من تحسن واقع الكهرباء، وقيام العديد من رجال الأعمال وأصحاب المشاريع السياحية والمقتدرين مالياً على تركيب أنظمة طاقة كهروضوئية على منازلهم ومشاريعهم، في ظل شح وغلاء المحروقات الكافية لتشغيل المولدات الضخمة، كانت وزارة الأوقاف أولى الجهات العامة التي استطاعت إيجاد متبرعين لتأمين الطاقة الكهروضوئية للعديد من دور العبادة في طرطوس، تبع ذلك دعوتها للتبرع من أجل إنارة الشوارع والأحياء، وهي المبادرة التي لقيت بدورها عدة مبادرين ساهموا بتأمين إنارة حاراتهم إن كان من خلال برجكتورات مغذاة من مولدات منازلهم، أو التبرع بأجهزة مدمجة حيث وصل عددها من أحد المتبرعين إلى ٢٠٠٠ جهاز كما قام بعض المتبرعين بتأمين التغذية الكهربائية لكوة صراف عام.
وبالفعل تم التنسيق مع مدينة طرطوس وتركيب الأجهزة المقدمة في الشوارع الرئيسية في المدينة بإشراف عناصر من كهرباء طرطوس أيضاً.
وحول موضوع حماية المنظومة المركبة من السرقة بيّن المهندس حامد حسين مدير الصيانة في المدينة أنه تم مراعاة عدم العبث بها من خلال رفع مستوى تركيب البطاريات إلى حد يصعب الوصول إليه، مضيفاً أن العمل تزامن مع خطة المدينة الرامية لصيانة المنظومة المركبة سابقاً في شارع الثورة وتفريعاته بعد تأمين الاعتماد اللازم لذلك حيث تم إنهاء الأعمال المطلوبة فنياً، فيما استلمت محافظة طرطوس مجموعة من أجهزة الطاقة الكهروضوئية وعددها 300 منظومة، وهي حصة محافظة طرطوس ضمن إطار التعاون بين وزارة الإدارة المحلية و البيئة ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR، وتم وضع جدول من قبل المحافظة يبين فيه حصة عدد من مجالس المدن والقرى، حيث تم توزيع هذه الأجهزة حسب الجدول ووفق محاضر استلام موثقة وكانت حصة مجلس مدينة طرطوس 50 جهازاً ، وتمت المباشرة بأعمال التركيب ضمن حديقة الباسل لما تمثله هذه الحديقة من متنزه ومتنفس لشريحة كبيرة من المواطنين، كما سيتم تركيب عدد من هذه الأجهزة ضمن حديقة 16 تشرين لأهمية هذه الحديقة أيضاً، وسيتابع تركيب هذه الأجهزة بمواقع وشوارع أخرى بنفس الأهمية.
ومن الجدير ذكره أن الحكومة كانت جددت مراراً دعوتها المواطنين لتركيب منظومات الطاقة الكهروضوئية لتخفيف الضغط على الشبكة الكهربائية التي باتت شبه متوقفة، كما أعلنت عن عدة قروض طاقية، فيما عجزت عن تركيب منظومات مماثلة على مراكز العمل الضخمة والتي أدت لتكبيد المواطنين خسائر كبيرة جراء اضطرارهم لمراجعة تلك الجهات أكثر من مرة وأكثر من يوم لتسيير معاملاتهم وبعضهم يأتي من محافظات أخرى ليتم عمله، نعطي كمثال على ذلك محكمة طرطوس ومديرية العقارية حيث تتوقف معظم حاجات الناس لعدم وجود محروقات لتشغيل المولدات اللازمة للعمل، فيما يعاني جوار العقارية من صوت المولدات الضخمة حين تعمل والتي تؤرق محيطاً واسعاً منها رغم وجودها ضمن غرفة مخصصة، دون حلول قريبة على مايبدو.
رنا الحمدان