حل جزئي لمتقاعدي التسليف لقبض رواتبهم عبر نقاط البيع الموجودة في مراكز البريد ومصرف التسليف الإنتاجي
الوحدة 31-1-2023
لا اذكر أني وقفت يوماً أمام الصراف العقاري لأستلم راتبي إلا وصادف وجود بعض المتقاعدين الذين جاؤوا مثلنا لقبض رواتبهم يقفون بالدور أمام الصراف، وما أن يحين دورهم حتى يتأفف الجميع من الطريقة التي فُرضت عليهم لاستلام رواتبهم، وكثيراً ما يتطور التأفف إلى صراخ وتبادل الشتائم، وأحياناً أكثر من ذلك، والجميع مضغوط ومعذور نتيجة هذه الظروف القاسية، والذين يتساءلون في كل مرة لمصلحة من تبقى بعض التفاصيل عالقة دون حل؟ رغم أنها لاتحتاج لأي جهد ولا نظريات معقدة لحلها ولاهي بالقرار الصعب الذي قد ينتج عنه ما لا يحمد عقباه، هذا لسان حال كل متقاعدي التسليف الشعبي الذين يتقاضون رواتبهم من المصارف العقارية عبر البطاقة المصرفية شارحين الصعوبات التي يعانون منها مطلع كل شهر والمواقف السيئة التي يوضعون بها وتأفف الآخرين منهم كونهم يأخذون وقتاً طويلاً للحصول على كامل مستحقاتهم موضحين أن بطاقة التسليف تأخذ وقتاً طويلاً لأن سقف السحب المسموح به خلال كل عملية عشرة آلاف ليرة فقط مما يضطر صاحب البطاقة لاستخدامها أكثر من مرة للحصول على راتبه كاملاً، فلم هذا الروتين ولم طال حل هذه القضية؟ يقول السيد حسن قاجو بعد أن سمع عشرات الكلمات من الذين ينتظرون دورهم خلفه لقبض رواتبهم: كل شهر نعاني من نفس المشكلة ونسمع الكثير من الكلمات من الآخرين الذين يعتقدون أننا جعلناهم ينتظرون ويتأخرون عن أعمالهم بل وأخذنا أدوارهم بسبب استخدام بطاقاتنا لمرات متكررة، وكل مرة نضطر أن نعتذر منهم ونوضح لهم أنه ليس ذنبنا وأنه ليس بيدنا حيلة لتلافي هذا الموقف، مؤكداً أنه حاول مراراً وتكراراً أن ينقل راتبه مع الكثيرين أمثاله إلى المصرف العقاري ولكن دون جدوى، حيث لم تتم الموافقة على نقلهم، متمنياً أن يتم حل هذه المشكلة حرصاً على راحة المتقاعدين وبقية الموظفين الآخرين وخاصة في ظل الازدحام الكبير على الصرافات العقارية. فيما تقول السيدة سمر عباس: أقبض لوالدتي المتقاعدة كل شهر وأشعر بالخجل الشديد كوني أضطر لاستخدام البطاقة عدة مرات لأحصل على كامل الراتب، وتساءلت لم لايتم معاملة المتقاعد مثل الذين وطنوا رواتبهم في المصرف العقاري ويقبضون راتبهم دفعة واحدة وبعملية سحب واحدة دون تأخير؟ وتقول السيدة سامية حسن: تزداد المشكلة معنا نحن سكان الريف وتتفاقم أكثر حين نضطر للذهاب إلى المدينة أكثر من مرة للحصول على رواتبنا وهو مايضيف إلينا تحمّل نفقات وأعباء مادية إضافية كنا بغنى عنها في مثل هذه الظروف الصعبة. حول هذا الموضوع أجابنا الأستاذ عيسى إبراهيم عضو المكتب التنفيذي في محافظة اللاذقية مسؤول عن قطاع التخطيط والبرامج والموازنة والإحصاء بأن الموضوع قيد الدراسة والتعديل وهو بطريقه إلى الحل، مبيناً أن الصراف العقاري مبرمج منذ البداية على تسليم عشرة آلاف ليرة سورية في كل مرة يضعون البطاقة فيها ضمن الصراف حسب العقد الذي تم بين المديرية العامة للتسليف الشعبي والمديرية العامة للبنك العقاري منذ البداية، ويتم العمل حالياً على تعديله، مشيراً إلى وجود خطوات بديلة تحل هذه المشكلة وتوفر على المتقاعد العناء والجهد منها وجود نقاط بيع ضمن مصرف التسليف الإنتاجي وفي مراكز البريد الموجودة في المناطق يتم خلالها منح الراتب كاملاً للمتقاعد دون الحاجة إلى الانتظار لوضع بطاقته عدة مرات في الصراف. كما أكد الأستاذ عبد الحسين إسماعيل مدير مصرف التسليف الإنتاجي بأن المصرف جهة منفذة ولا يستطيعون التغيير بشروط العقد والتي يعتبرها الكثيرون مجحفة بحق التسليف الشعبي حيث أن أصحاب بطاقة التسليف لا يستطيعون تقاضي رواتبهم من الصراف مابين الساعة الثانية عشرة ظهراً إلى الرابعة عصراً، ويصبحون خارج الخدمة خلال هذا الوقت فإما أن يقبضوا رواتبهم قبل الساعة الثانية عشرة أو بعد الرابعة عصراً، إضافة إلى أنهم لا يستطيعون سحب سوى عشرة آلاف ليرة في كل مرة والحل يحتاج إلى تعديلات تقنية في الصرافات العقارية، وأشار أيضاً خلال حديثه إلى أنه تم العمل على تلافي هذا الإشكال عبر نقاط البيع الموجودة في مراكز البريد في المناطق وأيضاً في مصرف التسليف الإنتاجي الذي يوجد به أيضاً ثلاث نقاط تعمل حسب برمجة وتقنية الصراف العقاري حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً ويستطيع المتقاعد من خلال نقاط البيع قبض رواتبه كاملة لأن نقطة البيع تعطي راتب كامل حتى مبلغ ٢٠٠ ألف ليرة سورية.
سناء ديب