العدد: 9276
الأربعاء 23-1-2019
الكاتب: كليم فؤاد محمود
إنها النتيجة الحتمية والطبيعية لتخبط إداري فاضح عمره عشرات السنين منذ أن أطلق شيخ المعلقين الرياضيين المرحوم عدنان بوظو صرخته المدوية ((صرخة وطن)) وحتى يومنا هذا مازالت مدوية ولكن هل من يسمع.. هل من يسعى للمضي قدماً نحو واقع أفضل…
دموع الحزن التي انهمرت على خدي مدربنا الوطني القدير أيمن الحكيم لم تكن عبثية ، بل كانت دموع تعبر عن رد الوفاء بالنكران لما قدمه لهذا المنتخب الذي أعطاه الكثير الكثير.. من الجهد والعرق والمحبة…
هم يعتقدون أو ربما اعتقدوا بأنهم بإحضار المدرب الألماني سيعطي دفعاً للكرة السورية… و الوصول إلى نتائج أفضل.. وهذا صحيح.. ولكن المثل الشعبي أيضاً يقول: (( زوان البلد ولا حنطة جلب)) فكيف إذا كانت حنطة البلد من أفضل أنواع الحنطة ، والحليب من أردء أنواع الحنطة من حيث النوعية والجودة..
الإعلام الرياضي روج لمنتخب قادم ليسحق جميع المنتخبات المشاركة في البطولة الآسيوية.. معتمداً في ذلك على تواجد أفضل اللاعبين في آسيا ضمن تشكيلة هذا المنتخب ومن خلال النتائج التي حققها مع مدربه السابق الوطني بامتياز أيمن الحكيم حيث كان قاب قوسين أو أدنى من أن يلعب في نهائيات كأس العالم..
والحقيقة المرّة.. ومن خلال النتائج التي تحققت في كأس آسيا ظهر جليّاً إنه لم يكن يوماً متابعاً لمنتخبه الوطني لا في تمارينه اليومية ولا في مبارياته الودية.. حاله حال المدرب الألماني الذي أشك أنه مدرب ألماني إلا ببطاقته الشخصية.
فالكرة الألمانية عبر التاريخ تمتاز باللياقة البدنية العالية وبالسرعة وبالتمرير الدقيق للكرة وبالدفاع القوي وبكل ما تحتاج إليه كرة القدم من مقومات بعكس الذي ظهر به منتخبنا الوطني.. دفاع مكشوف. ضعيف لاحول ولا قوة له تلاعب به مهاجمو الفريق الأردني والفريق الاسترالي كما يحلو لهم ولولا لطف الله لكانت نتيجة المبارتين أكبر بكثير..
خط الوسط.. غير فعال على الأرض لم يقدم أي دعم لا لخط الدفاع ولا لخط الهجوم، حتى معلق المباراة لاحظ التباعد الواضح والفاضح بين خطوط الفريق السوري وكأنهم لم يمارسوا كرة القدم يوماً.. وخط الهجوم عقيم لولا الولادة الجديدة للفجر الجديد من خلال المدرب فجر إبراهيم .. لكان عقيماً بامتياز.
نحن لا نريد إلا رد الوفاء بالوفاء.. والمحبة بالمحبة. ولأصحابها الحقيقيين.. ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب – سواء إعلامي .. لأنه سينقل الحقيقة كما هي لاكما يطلب منه أن ينقلها.. أم للإداري ليؤدِ واجبه بكل ضمير وإخلاص.. أم رياضي.. وبهذه المعادلة البسيطة يرتقي الوطن ونرتقي.. لتحقيق أفضل النتائج..