الكتاب المتجول… عندما يكون الكتاب حافزاً على القراءة

الوحدة 23-1-2023

في قراءة مستفيضة، قدم الشاعر والقاص حيدر هوري رؤيته التحليلية لقصة ” مغامرات الكتاب المتجول” للكاتب علي الرشيد ، الصادرة عن (دار فنون التعليم للنشر والتوزيع )، وأكد في بداية دراسته عن القصة بأن الكاتب استطاع أن يجعل من الكتابِ وسيلةً في تشجيع الطفلِ على القراءةِ، وعلى اقتناء الكتاب.

وانتقل بعدها للحديثِ عن لوحة الغلاف، حيث اعتبر أن الرساّم ( محمود الرفاعي) نجح في تكوين رؤية جميلة تتناسب مع محتوى القصة، وأحداثها، حيث نجد الوجوه الباسمة للأطفال، وحالة من المرح والفضول يدفعهم إلى اللحاق بالكتاب الذي يعتليه طفل يحدّق بعيدًا، وكأنّما يريد أن يقول: (من يجعل من الكتابِ قائدًا له، فسوف يطيرُ به ليتعرّف إلى ما يجهله في هذه الحياة…).

أما عن اختيار الرشيد لعنوان قصته، فقد قال هوري في معرض دراسته : اختار الرشيد لقصته اسماً مناسباً وموفّقاً كعتبة للدخول إلى عوالم قصته، فكما نعلم، فإن المغامرة والتجوّال يدلّان إلى حالة الحركة، وهذه الصفة تتناسب مع الطاقات الحيوية للأطفال.

كما أعطى الكاتب للكتاب دور البطولةِ في أحداث قصّته، ومنحه اسم (الكتاب الأبيض)، وأراه قادراً من خلاله على جذب الطفل إلى عوالم قصته.

وعن دورة الأحداث في القصة وكيفية تفاعل الشخصيات معها، فقد قال :الجميل في النص، محاولة الكاتب إظهار مدى تعلّق الكتاب بالإنسانِ، فلا يكاد أن تنتهي مغامرة من مغامرات الكتاب حتى يسعى لأن يكون بين يدي قارئ آخر، ففي ذلك شيء من الدلالة المعاكسة إلى أهمية الكتاب في حياة الإنسان. فنجده مرة بين يدي الطفل (يامن)، ومرّة بين يدي الحكواتي الذي كان يقص للأطفالِ الحكايات الجميلة، لينتقل بعد ذلكَ ويستقرّ بين يدي جدّ يقرأه لحفيدهِ الصغير..

وفي. موضوع القصة، رأى الناقد هوري بأن الرشيد يشير برمزية شفيفة إلى موضوع توارث العلوم والمعارف وتداولها بين السلف والخلف، من خلال انتقال الكتاب بعد مرض الحكواتي إلى حقيبة أحد أبنائه، وفي ذلك جمالية دلالية رائعة.

وفي حديثه عن نهاية القصة، أكد الناقد  بأن الخاتمة كانت جميلة أيضاً ، فلقد أشار الكاتب فيها إلى قيمة الكتاب، من خلال المسابقة السنوية التي أعلنت عنها بلدية المدينة لمطالعة الكتاب الأبيض وأيضاً منحه تكريماً آخر ، فلقد منح وساماً يحمل الرقم واحد في تصنيف كتب المكتبة الوطنية العامة، وهو ما جعله يشعر بالرضا والفرح.

وفي ختام دراسته عن القصة، قدم الناقد رأياً هاماً وموضوعياً حول أهمية الكتابة للطفل والكيفية الواجب اتباعها ليكون النتاج الأدبي الموجه للطفل دليلاً ومرجعاً تربوياً ومعرفياً يمكن الاستفادة منه واستثماره على أرض الواقع، حيث قال:

أرى أن الكتاب قادر على أن ينصف نفسه عندما يكون الكاتب قادراً على الوفاء له، ومحترفاً لاستثمار رغبة الطفلِ القارئ وفضوله في اكتشاف الجديد ، وتعلّم ما يجهله من علوم ومعارف في هذه الحياة، وعندما يترفع الكاتب عن عرش الوعظ، فالطفل يحبُّ أن نشاركه اللعب، والضحك، وكلّ ما يحلم أو يرغب به.

الجدير بالذكر أن الكاتب علي الرشيد من المهتمين بثقافة وإعلام الطفل، وقد صدرت له / 8 قصص وكتب للأطفال. وقد أسهم في تصميم وتنفيذ عدد من المشاريع المخصصة لتطوير المهارات الإبداعية والإعلامية لدى اليافعين، إضافة إلى إنشاء وتطوير مواقع إلكترونية ومجلات موجهة للأطفال.

 

فدوى مقوص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار