الوحدة : 6-1-2023
مازال ملف النقل والمواصلات الملف الأبرز في التفاصيل اليومية لحياة الناس، رغم المحاولات الحثيثة لنقله خطوات نوعية للأمام وإعادته إلى وضعه الطبيعي المرجو منه بعد أن عانى الجميع من ترديه خلال الآونة الأخيرة.
وفي هذا الصدد تواصل معنا مجموعة من المواطنين من طلبة جامعة وموظفين في ريف ومدينة القرداحة يشكون من تذمر الكثير من سائقي السرافيس من العمل ضمن التسعيرة الجديدة المحددة لهم، وتقاضي أسعار زائدة منهم مرددين بشكل دائم (اللي ماعجبو لايطلع)،
ويشير المواطن رامز من ريف القرداحة في حديثه بأنه موظف في مدينة اللاذقية مضطر لأن يبدل عدة سرافيس ريثما يصل إلى دوامه وجميع هذه السرافيس تتقاضى أجراً زائداً بدءاً من قريته وانتهاء بالنقل الداخلي، بحيث يتكلف يوميا نحو ٥٠٠٠ ليرة سورية وراتبه لايتجاوز ١١٠ آلاف ليرة سورية يعني أنه وبحسبة بسيطة يحتاج فوق راتبه فقط للمواصلات، متسائلاً ماذا يفعل ليعيش ويعيّش أسرته ؟ وأضاف حددوا للسرافيس أجراً يتقاضونه لقاء عملهم ولكن لم يتابعهم أحد من حيث التسعيرة وتركونا لوحدنا نقاتل طواحين الهواء وإذا ماناقشناهم أو قدمنا أي شكوى بحقهم تتحول بين الراكب والسائق إلى عداوة أبدية خاصة اذا كان السائق من أبناء القرية.
وتشير السيدة سهام إلى زيادة الضغط على أسرتها نتيجة تقاضي هذه الأجور الزائدة، حيث أن ابنتيها تدرسان في الجامعة وفرعهما بحاجة إلى دوام دائم وتساءلت طالما التسعيرة لخط اللاذقية القرداحة ٦٥٠ ليرة فلم يتقاضون ألف ليرة؟ أيضاً سرفيس القرية إلى القرداحة يتقاضى نصف المبلغ زيادة عن التعرفة الموضوعة لخطه، وهناك النقل الداخلي الذي زاد الطين بلة دون مراعاة من أي منهم لوضع الناس السيء ورواتبهم المتدنية مقارنة بكل الأسعار المرتفعة، وتساءلت ماالحل المتاح لأسرتها ولأمثالها من الأسر التي تتكبد الكثير من المشقة في سبيل تعليم أبنائهم حتى يتابعون دراستهم الجامعية ؟
وحين توجهنا بالسؤال إلى بعض السائقين على خط اللاذقية القرداحة كانت إجاباتهم أيضاً تتضمن الكثير من الوجع مؤكدين أن التسعيرة غير منصفة ولا تتناسب مع الغلاء الحالي المتضمن غلاء جميع قطع التبديل والإطارات، مشيرين في حديثهم إلى العديد من الأمور التي تترتب عليهم أثناء عملهم منها مثلاً أن سعر كيلو زيت المحرك ٢٥٠٠٠ ليرة ويتم تبديله كل أسبوع تقريباً مع مصفاية المازوت والزيت وفلتر الهواء وسعرهم حوالى ٥٠٠٠٠ ليرة، ويتم دفع ضريبة سنوية للسيارة تتراوح مابين ٤٠٠ ألف إلى ٦٠٠ ألف ليرة سورية، أما استبدال الإطارات فحدث ولا حرج، حيث لا يقل سعرها عن المليون ونصف ليرة وقد يتم استبدالها مرتين خلال العام، إضافة إلى كهرباء السرفيس والفرامل والدوزان والبطارية وكلها أسعارها فوق الريح، لافتين أن عمر هذه السرافيس تجاوز ٣٠ عاماً وهناك معاناة كبيرة من فقدان قطع التبديل وغلاء المازوت ونقص الكميات المحددة لكل خط، مؤكدين أنهم أيضاً من المواطنين مثل البقية يعانون من الغلاء المعيشي في كل تفاصيل حياتهم.
السيد قيس إبراهيم رئيس الهيئة الإدارية لخط سير منطقة القرداحة أجاب حول شكوى المواطنين على تقاضي أسعار زائدة على خط اللاذقية القرداحة بأن التسعيرة لخط اللاذقية القرداحة غير منصفة مقارنة بالنقل الداخلي أو خطوط السرافيس التي تعمل ضمن المدينة مثل خط الدعتور مثلاً الذي يتقاضى ٣٥٠ ليرة لمسافة ٧ كم ويبدل عدد الركاب عدة مرات على الطريق ومشيراً أن مسافة أي خط نقل داخلي مسافته لاتتجاوز ٦ إلى ٧ كم وأجرة الراكب فيه ٣٧٥ ليرة؟ فيما خط القرداحة اللاذقية بطول ٣٣ كم هل يعقل أن تكون ٦٥٠ ليرة فقط؟ فهل آلياتهم العاملة ضمن المدينة تصرف وقود وآلياتنا لاتصرف؟ معقول هم عندهم إصلاحات وصيانات دائماً وآلياتنا لا تصلح؟
وتساءل أيضاً كيف تم تسعير أحد الخطوط في ريف دمشق ومسار عمله كمسار خط اللاذقية القرداحة ونفس المسافة وتم تسعير خطهم ب ٨٥٠ ليرة لنفس عدد الكيلو مترات بينما تم وضع تسعيرة ٦٥٠ليرة لخط اللاذقية القرداحة، مضيفاً أنه تم رفع طلب للمحافظة بهذا الخصوص لإصدار تسعيرة منصفة ومرضية للجميع، ومشيراً في نهاية كلامه أنه لا أحد يستطيع الضغط على الراكب ليدفع ألف ليرة أجرة طريق والغالبية يدفعون ٧٠٠ ليرة دون أي زيادة ولا احتجاج من السائق .
في النهاية نتوجه نحن بالسؤال: من فعلاً ينصف المظلوم بينهما؟. المواطن الذي أرهقته هذه الزيادات المستمرة في كل تفاصيل الحياة ومنها وأهمها النقل، وبين السائق الذي بات أنينه يفوق أنين مرضى العناية المركزة لارتفاع كل مايخص سرفيسه. من ينصف بينهما ويجد الحلقة الضائعة بين الجهتين، عل وعسى يتم الارتقاء بالعمل ويرضى الجميع؟
سناء ديب