المدافئ.. أسعارها تزيد من برودة الشتاء

الوحدة 5-1-2023

 على الرغم من ندرة مستلزمات التدفئة على اختلاف أنواعها وعدم قدرة المواطن من ذوي الدخل المحدود على تأمينها، نجد الارتفاع الجنوني في أسعار الوسائل المستخدمة للتدفئة (المدافئ) وذلك في مفارقة غريبة، حيث يفترض أن ينخفض سعر تلك الوسيلة في ظل عدم وجود المادة الرئيسية لتشغيلها. وخلال إعدادنا لهذا التقرير، التقينا عدداً من المواطنين خلال جولة ضمن السوق الذين كانوا يرغبون بشراء المدافئ: – أم بشير ترى أن مايحدث من ارتفاع في الأسعار وتفاوتها بين محل وآخر هو أمر غير منطقي وغير مقبول، فقد تنقلت بين جميع المحلات التي تبيع المدافىء، إذ كانت تنوي شراء مدفأة (صوبية) حطب كون هذه السلعة متوفرة لديها نتيجة قطع بعض الأشجار اليابسة في بستانها إلا أن أسعار المدافئ شكلت صدمة قوية لها إذ اكتشفت أنها بحاجة لضعف المبلغ الذي كانت ترصده لشراء مدفأة بأقل سعر ممكن، مضيفةً أن كل محل يزيد السعر فيه عن المحل الأخر بالحد الأدنى /١٠٠٠٠ ل .س/ وذلك بحسب قولها. في حين أن أبو محمد لم يستطع إخفاء دهشته من ارتفاع أسعار المدافئ حيث قال: ذهبت إلى السوق كي أطلع على أسعار المدافىء وأرى إن كان باستطاعتي شراء مدفأة جديدة بدل المدفأة المهترئة كلياً التي امتلكها والتي لم يعد باستطاعتي استعمالها، ولكني فوجئت بأسعار المدافئ، فأقل مدفأة سعرها يفوق راتبي الشهري بأضعاف مضاعفة، مما اضطرني لاقتراض المال من أحد أصدقائي وشراء واحدة جديدة، كوني أب لثلاثة أطفال صغار ولا أستطيع تركهم بدون دفء. أما خديجة فتقول: كنت في السنوات السابقة أستعمل المازوت للتدفئة وعند انقطاعه أستعين بمدفأة تعمل على الكهرباء ولكن هذا العام لم أحصل على المازوت ولا أستطيع شراءه من السوق السوداء، وأيضاً هناك شبه انعدام للكهرباء (فهي لا تأتي ساعة كاملة وصل) خطر لي أن أشتري مدفأة تعمل على الغاز كون مصروفي بالغاز قليل جداً لكن عندما ذهبت إلى السوق واكتشفت أن سعرها أصبح ينافس سعر الذهب (٣٠٠ ألف ل. س) فتراجعت عن الفكرة. وللاطلاع على واقع أسعار المدافىء قامت ” الوحدة ” بجولة على الأسواق والمحال المختصة ببيعها إذ يبدو أن سعر المدفأة يرتبط بسعر المادة التي تشغلها، (تتربع مدافئ المازوت على عرش الأسعار تليها مدافئ الغاز ثم الحطب وأخيراً الكهرباء) ،حيث أن سعر المدافئ التي تعمل على المازوت تتراوح بين/ ٩٥٠٠٠ – ١,٢٠٠,٠٠٠ ل .س / في حين بلغ سعر المدافئ التي تعمل على الحطب من٨٥ – ٤٠٠ألف ل.س /أما المدافئ التي تعمل على الكهرباء من / ٥٠٠٠٠ – ٢٥٠٠٠٠ ل.س/ وبلغ سعر المدافئ التي تعمل على الغاز / ٢٠٠٠٠٠ – ٨٠٠٠٠٠/ ل.س، وتعتبر هذه الأنواع الأكثر شيوعاً في التدفئة، ووجب التنويه إلى أن المدافئ ذات السعر الأقل من/ ١٠٠٠٠٠ ل .س / لم ينصح أحد من باعة المحال بشرائها كونها ذات نوعية رديئة. من جانبه رئيس دائرة حماية المستهلك في اللاذقية م. رائد عجيب أوضح أن تفاوت أسعار المدافىء يتحكم بها عدة عوامل منها (نوع الصوبيا – وزنها – الصاج المستخدم في صنعها – الشركة المنتجة) ولا يوجد سوى معمل واحد لتصنيع المدافىء في المحافظة (وهو لصناعة صوبيات الحطب)، والمطالب ببيان كلفة نظامي، أما باقي المدافئ فتتركز صناعتها في (دمشق – ريف دمشق – حمص) والتجار الذين يستقدمون المدافىء من المحافظات الأخرى مطالبين بفاتورة محدد فيها نسبة ربح، وعما إذا كان قد ورد لمديرية حماية المستهلك شكوى حول ارتفاع أسعار المدافئ وتفاوتها من قبل المواطنين قال عجيب: أنه حتى الآن لم ترد لمديرية حماية المستهلك أي شكوى بشكل مباشر بهذا الخصوص، وفي حال ورود شكوى يتم إرسال دورية من قبل المديرية وتنظيم الضبط اللازم وأغلب الضبوط تكون عبارة عن تقاضي سعر زائد ويتم إغلاق المحل لمدة شهر، مضيفاً أنه منذ بداية هذا الشتاء تم تنظيم ٢٢ ضبطاً تموينياً.
هنادي عيسى
تصفح المزيد..
آخر الأخبار