الوحدة: 3- 1- 2023
لقد تحتّم على الكثيرين التحرّك الصباحي الباكر تحت جنح الظلام المسيطر حتى مشارف الساعة السابعة صباحاً، بعد الاختلاف الذي طرأ على التوقيت، وخاصّة ممن هم على سفر خارج المحافظة أم لاستلام مخصّصات الخبز من الأفران العاملة بهذا الوقت، وكذلك من طلاب المدارس وموظّفي دوائر الدولة، وكل ذلك أصبح يتطلّب الحيطة والحذر خلال السير بالشوارع والأزقّة وجانب الأبنية قيد الإكساء، فقد أصبحت العديد من الأحياء الملاصقة للمدينة تتعرّض بشكل مستمر لانتشار الكلاب الشاردة الشرسة بشكل جماعي ضمن حواريها في أوقات مختلفة من اليوم تحديداً ليلاً وفي الصباح الباكر، مما يشكّل رعباً حقيقياً خاصّة لطلاب المدارس والأطفال الذين ينتظرون مرور الكبار ليحتموا بهم، ومن هذه الأحياء الملاصقة للمدينة: الدعتور وسكن الشباب وكذلك حي ضاحية تشرين والزقزقانية وضاحية توسع بوقا وجارتها ضاحية الباسل، وقسم كبير من منطقة السياحة الجنوبية والرمل الفلسطيني، وكذلك في مدينة جبلة، ومؤخراً دخل على نفس الخط، سماع عواء الثعالب أو كما يقال عنها (الجقل) تدل على اقترابها من التجمّعات السكنية تحديداً الأبنية القريبة من البراري، وهذه الحيوانات جميعها تحاول الوصول إلى تجمّعات القمامة، حيث اعتادت على هذه الزيارات بسبب التأخّر بإزالة تلك الأكوام وصعوبة الوصول إليها باكراً، عدا عن هذا السبب، فقد أرجع الكثيرون سبب ظهور هذه الحيوانات قرب التجمّعات البشرية إلى الحرائق الواسعة التي اجتاحت أغلب الغابات المأوى الرئيسي لها حيث خسرت أوكارها وبيئتها الطبيعية، وكذلك ندرة الطرائد التي يعتاشون عليها بتلك البراري، لذلك يجب العمل على مكافحة هذه الظاهرة التي تُدخل في نفوس السكان الخوف، عداك عن شراستها وصعوبة التعامل مع نتائج عضّتها عند مهاجمة أحد المارّة سواء كان صغيراً أم كبيراً.
سليمان حسين