الوحدة 2-1-2023
بعد ذلك اليوم المميّز الذي غمرت تفاصيله غالبية البشر، في طقوس ميلادية معتادة، هو اليوم الأوحد الذي يحتفل به الجميع على اختلاف مشاربهم، كلٌ على طريقته الخاصّة وبما يرضي نفسه ومن حوله. محلياً، لا يسعنا بعد مشاهدة ما فعلت أيدينا بالأمس سوى الاعتذار بشدّة وقد يلزم طأطأة الرؤوس أيضاً أمام عمّال النظافة ( المُلامون دائماً)، هذه الأكوام من القمامة المنزلية وبقايا معارك خلّبية هي نِتاج عام مضى وذهب بما يستحق، آملين جداً أن يكون عامنا الجديد عام خير وبركة على هذا البلد الجريح، وأن تعود البهجة والمسرات إلى كنفه الذي يُجيد استعمال الفرح ولو بأبسط الأشياء. وبالعودة إلى ما فعلنا، كان يجب أن تتمّ دراسة واقعية من قِبل كافة الجهات المعنية تتولاها المحافظة ومديرية البيئة وما تمتلك من سمعة طيّبة في المجال البيئي، والقيام بتشكيل فُرق عمل تطوعية تضمّ بعض الدوائر المعنية بالنظافة مع آليات الترحيل الخاصّة بها،
وكذلك الجمعيات الأهلية والمجتمع المدني الذين لم يتوانوا عن تلبية يوم عمل تطوعي يكون عوناً لتلك الشريحة الملتزمة بأمور إسعاف الشوارع والحواري، على غِرار ما يتم في حملات التشجير الوطني، والقيام بالانتشار المدروس على شكل مجموعات في كافة المناطق لمساعدة عمّال النظافة بمهامهم على الأقل في هذين اليومين، لأن الجميع على دراية بما آل إليه الوضع بمديريتهم من نقص بالأيدي العاملة والعطب الكبير الذي لحق بالآليات الكبيرة والصغيرة اليدوية. فهل يتكرّر بشوارعنا ما فعله المشجعون اليابانيون منذ أسابيع إبان تصفيات كأس العالم عندما شكّلوا مجموعات لتنظيف وجمع القمامة من المدرجات، (دولة قطر ليست عاجزة عن ذلك!؟) لكن اليابانيين عبّروا عن ثقافتهم ونالوا تقدير الجميع لسلوكهم المثالي الذي أظهروه في الملاعب والمدرّجات، حيث أصبحوا مثالاً وقدوة للعالم أجمع بعد هذا التصرّف الأخلاقي الفريد .. فهل نستعين بتلك الثقافة؟… شعبنا سبّاق لأكثر من ذلك لكن بحاجة إلى طلقة البداية.
سليمان حسين