الوحدة : 23-12-2022
بدأت الجحافل من المتسوقين ترتاد أزقّة الأسواق الجميلة التي تضجّ بأصناف عديدة من المنتجات متنوعة الحاجة والاستعمال، كلّ ذلك للاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، وهذا الوضع الاحتفالي الجماعي المألوف منذ غابر الأزمان، هي عادة لا يمكننا الحُكم عليها سلباً أم إيجاباً، فالغالبية بحاجة لجرعة معينة من الفرح العائلي، ولكن ضيق الأحوال والضغط المادي المستشري بشكل عام يشكّل حافزاً مهماً للتفكير بالأوضاع العامّة قبل الإقدام على أي حركة خارج نطاق دراسة المصروف اليومي، والأعباء المترتّبة للسير نحو نهاية الشهر الطويل بأقلّ الخسائر، أمّا الّلافت جلياً ” مع جرعة استغراب واستهجان” هو إقدام البعض على تأمين مفرقعات وألعاب نارية (مجهولة المصدر) أسعارها كاوية كانت تجاربها ناجحة منذ عدّة أيام أثناء المباراة النهائية للمونديال العالمي، وعلى المقلب الآخر هناك الكثير من العائلات غير قادرة على تأمين وجبة محترمة يودّعون بها سنة كبيسة مؤلمة يسايرون موروثاً تاريخياً لم يجلب لأصحاب هذه الأسر سوى الضغط المادي والوقوع تحت مديونية ثقيلة تماشياً مع تقاليد لا بُد من تنفيذها على الأقل أمام الأبناء، والمستفيد الأكبر من كل ذلك هم تجّار الأسواق الكبيرة، وأصحاب محال الأغذية بأنواعها، حيث لا حسيب ولا رقيب على عناوين تلك المواد، وخلال مرور (اضطراري) من هناك لا بُد من نسيان قيمة ما في الجيب عبر الدخول الأولي لهذه الأسواق، فالمائة ألف ليرة مثلاً هي سعر طبيعي لمشتريات لا تتعدّى ثلاثة أكياس تضمّ بعض المكسرات والقليل من قطع الحلوى و(بنطال جينز)، والحديث يطول عن استحالة تقديم كسوة طبيعية لكامل أفراد العائلة في هذه الآونة، أو المغامرة بتطبيق الطقوس المناسبة لهذا الرأس الثقيل من خلال إشعال نيران المشاوي بأنواعها المؤلمة صعبة المنال، حيث أسعارها بدأت تُقلع نحو ذلك البرج العالي، وعلى المقلب العاجي، هناك حجوزات مسبقة على مطاعم ونوادٍ ذات نجوم ملوّنة تتحضّر لسحب كميات كبيرة من الّلحوم والمكسرات والمشروبات بأنواعها إضافة للخضار، وهذا الأمر يدفع أصحاب المحال في المدينة إلى التحكّم بتلك المقدرات والقيام بالتسعير الكيفي بعيداً عن واقع السوق الحقيقي ومبدأ الالتزام بأسعار السوق.
سليمان حسين