الوحدة 11-12-2022
من شرفاتها الملونة بطعم الشوكولا، تحاول الكاتبة رنا محمد الدخول إلى عالم الطفولة بكل ما هو مفيد وممتع لأطفالنا، فهي تختار قصصها من خلال مراعاة الواقع الذي يعيشه طفل اليوم بمفردات التطور المعلوماتي السريع – وبتقنياته ووسائله العصرية التي تختصر المسافات والزمن – مع تضمين موضوعات قصصها بالهدف الأسمى للأدب والفن الموجه للطفل وهو الرسالة التربوية والتعليمية الهادفة والرامية إلى بناء سليم ومتكامل لشخصية وسلوك هذا الطفل مع الاحتفاظ بمقومات هذا الأدب من لغة سلسة وأسلوب جذاب بعيد عن التلقين والمباشرة في مخاطبته والتواصل معه..
” الوحدة ” التقت الكاتبة رنا محمد ، للحديث عن بداياتها في القصة الموجهة للطفل وأولى مراحل تجربتها في هذا المجال، حيث قالت :
بدأت الكتابة منذ الطفولة… لكن الجرأة على إظهار ما أكتب كانت مع بداية عملي التطوعي بالمجتمع المدني لمناهضة العنف ضد المرأة والطفل… بدأت بكتابة تحقيقات صحفية ثم مقالات أدبية وقصة.. ولاحقاً تم تخصيص زاوية خاصة لي.
نشرت في مرصد نساء سورية، ثم مجلة شرفات الشام وبعدها مجلة بلدنا وصحف تشرين والوحدة والثورة.
الحرب أبعدتني عن جو الأدب… هذه الحرب التي غيرت حياتنا حيث تعرضنا فيها مثل كل السوريين لخسائر كبيرة… ثم أنجبت طفلي الأول علي وأخذتني الأمومة بشكل كامل وتفرغت كلياً لتربية طفلي، وبعد خمس سنوات أنجبت طفلي الثاني… ومن مواقف صغيرة حدثت بين أطفالي ظهرت فكرة أول قصة للأطفال لي نشرت في مجلة أسامة السورية. بعدها كتبت للأطفال في مجلة أسامة وشامة وشام الطفولة في سورية.
ومن ثم انتقلت للنشر في العديد من المجلات العربية المختصة بأدب الطفل، بالإضافة لكتابة نصوص أدبية وقصة بالعديد من المجلات العربية العريقة مثل الفيصل ( السعودية) والرافد ( الإماراتية ).
وأحب أن أشير هنا، إلى أن عملي في مهنة التعليم خلق في ذاكرتي الكثير من التفاصيل الطفولية.
وعن رأيها حول التوجه لطفل اليوم في ظل المتناقضات الكثيرة التي تعترض واقعه بظروفه وتأثيراته المختلفة على وسائل وطرق تربية وتعليم هذا الطفل، قالت :
الكتابة للطفل صعبة ودقيقة جداً لأننا نتوجه لشريحة حساسة جداً، فئة ولدت وكبرت في ظل الأزمة والحرب، فئة ذكية جداً، خاصة مع توفر الوسائل التكنولوجية التي تقدم لهم كل ما يتطلبونه معرفياً وترفيهياً، لكنها، وبنفس الوقت، هي شريحة تكبر في بلد عاشت حالة حرب صعبة بكل ظروفها القاسية من فقر وتشرد وفقدان… كل هذا التناقض الذي يعيشه الطفل جعل مهمة أن نتوجه بالكتابة له، من المهام الصعبة جداً، أعني هنا التوجه بالكتابة له وليس عنه، فهناك فرق كبير… بالإضافة إلى أن وجود النت وكثرة الفيديوهات الترفيهية ترتب على الكاتب مسؤولية أكبر لتقديم نص يليق بعقل طفل اليوم وقريب من قلبه أيضاً.
لقد شدني للكتابة للطفل تلك الطفلة التي لا زالت داخلي.
وأتمنى أن نقدم النصوص التي تحاكي عالم طفل اليوم وأن نصل لمرتبة كاتب للأطفال… الحقيقة نحن نتعلم من تجاربنا معهم أكثر مما نعلمهم.
وعن الجوائز التي نالتها عبر تجربتها الأدبية، قالت :
لقد حصلت على الجائزة الأولى في مسابقة أدباء الأطفال – قصص للطفولة المبكرة عام 2020 – من وزارة الثقافة السورية.
و مؤخراً، حصلت على الجائزة البرونزية في مسابقة ” هذي حكايتي” عام 2022 – مؤسسة وثيقة وطن بالتعاون مع الاتحاد الوطني لطلبة سورية.
ريم ديب