الوحدة 26-11-2022
بعيداً عن الأرقام وقيم ومناسيب الأمطار الهاطلة، كيف حال سدودنا عصب حياتنا (المهمّش) بعد هذه التطورات المتلاحقة من أحوال الطقس ؟! أغلب الاهتمامات انصبّت على أحوال المدينة وأنابيبها الضيّقة المخنوقة سلفاً، والتي نالت ما تستحق من ردود الأفعال عقب جولتين مطريتين ونحن في البداية. منذ سنتين فقط جفّت أغلب السُدود ووصل العملاق منها إلى حال الخطر (سد ١٦ تشرين)، فرُفِعت الجداول وتأهبت الأقلام لحساب كميات الأمطار بكل لحظة والبحث عن نسب الهطولات ولو بالنصف (مم) نتيجة الضائقة المائية بتلك الأثناء وما رافقها من انحباس مطري قاتل، لكن عناية السماء وجّهت أنظارها إلينا العام الماضي لتعود الحياة الطبيعية إلى تلك السدود وأجسامها وتفاصيلها الجميلة، لذلك يجدر بنا الآن, كمستهلكين بشدّة للمياه بأشكالها, النظر بعين الحسرة هذه الأثناء إلى الكميات الهائلة من الأمطار التي تأخذ طريقها الطبيعي هاربة باتجاه الأودية وشواطئ البحر، ومن خلال ذلك كان لا بد من امتلاك استراتيجية ولو كانت متأخرة بالحفاظ على نسب مقبولة من هذه المياه عبر إنشاء سدّات مائية أو القيام بتحويل بعض الأودية لمقرات تجميعية تحتفظ بقدر معين من هذه المياه التي تقسو على الفلاحين وممتلكاتهم أيام الصيف وحرارته العالية تُنعش مزروعاتهم وأشجارهم المثمرة وقت اللزوم، إضافة لإمكانية استخدامها في دعم عمليات إطفاء الحرائق وتزويد عربات الإطفاء من مخزونها وبالتالي توفير الوقت والحدّ من الكارثة، وكل ذلك ينطبق على جغرافية المحافظة بالكامل والتي تمتلك طبيعة جبلية مهيأة تماماً لإقامة مثل هذه السدات المائية سواء كانت صناعية تجميعية أم طبيعية بإمكان أصحاب الحيازات الزراعية فتح وتفريغ حِفر كبيرة قد تكون بمثابة المنقذ لمثل هذه الأوضاع من شحّ مصادر مياه الري، مع العلم أن هناك من قام بتصميم هذه المصادر بعدّة أماكن وكان لها دور لافت بتقديم مياه الري إضافة لما تقدّمه من منظر جميل للمكان، وهذا موجود في كسب.
سليمان حسين