العدد: 9275
الثّلاثاء 22-1-2019
الكاتب: نديم طالب ديب
غالباً تتوالد الأفكار في لحظة خارج حسابات المرء وهذا يضطره لتدوينها خوفاً من الضياع لكنه يشطب الكثير منها حتى تلد فكرة تحوز على رضاه ويرغب ببلورتها، فيعطيها من فكره وعقله حتى تكبر كصبية في منتهى الألق والبهاء الذي يُرضي النفس والرغبة.
وكم يكون سعيداً حين يخرجها للحياة بحلّة قشيبة ترضي قارئها لتمحورها حلول فكرة لا تخلو من فائدة.
فما الكتابة إلا خلاصة فكرة الكاتب حول موضوع يطرحه بعد قناعة تامة بموضوعه.
فالأدب هو فنّ، أداته الكلمة والتعبير عن الإحساس، ويعتمد على دقة الوجدان وقوة الشعور وسلامة الحسّ ونفاذ البصيرة.
الأدب كما قال /سومر تموم/: مسؤول عن إظهار النقائض وإبراز الفضائل، فجودة النص بما يتركه من أثر في نفس متذوقة.
قال /بانسكي/: الأدب هو انعكاس للحقيقة لا يولد خارج الحياة بل ينبع منها.
فالكتابة قبل كل شيء موهبة تدعو إلى بذل جهد متصل ودؤوب في التثقيف ومن يتهاون يمت موهبته. هذا ولا شك من طبيعة البشر الذين يعتريهم النقص والوهم وتعترضهم العوارض من المستبعد بل من المستحيل أن يستهوي الكاتب والأديب كل الأذواق، وليس هناك من كتابٍ قدسته الأجيال، لكن هناك كتّاب يمكنهم إثارة فكر القارئ، كالعاطفة التي تحرك المشاعر، لكن هناك كتابات قد تموت في حينها وأخرى تفوح بعطرها كالزهر.
لكن ما نراه من كتابات تنشرها بعض الصحف والمجلات هي كتابات لا طائل منها كونها تدور في حلقة مفرغة وشبه خالية المضمون والهدف، وجلّها من الخيال وكأن الكاتب يكتب لنفسه جملاً منمقة لا يمكنه تنسيق كلماتها لأنها متباينة وليس من فكره. فكيف يمكن أن يسمى هذا كاتب أو أديب؟