الوحدة: 15- 11- 2022
لم يرض أبو منير أن يستسلم للفراغ والملل بعد إنهاء خدمته في العمل، وقرر أن تكون البداية بعمل خاص من دون قيود تناسب هوايته.
فريد حسن أبو منير أب لثلاثة أولاد، يقول : الحياة مستمرة، والروتين اليومي للمتقاعد يؤثر على تواصله مع عالمه الجديد بعد التقاعد، فلا بد من اختيار عمل مناسب يواجه وقت الفراغ، ويتيح للرجل تأمين دخل يساعد في إعالة عائلته، أما عن اختياره لبيع التراثيات، فيشرح أنها مرتبطة بحبه وشغفه لاقتناء التراثيات اليدوية من الريف الجميل الذي لازال يعبق برائحة الريحان والغار، وهي لاتنفصل عن الفن وهو يحب كل مايتعلق بالفن ويتذوقه.
يتابع أبو منير: أبيع القطع الفخارية والسلل المصنوعة من القصب، وأعواد الريحان والخشبيات اليدوية بأشكال مختلفة، بالإضافة إلى الملاعق الخشبية، ومقالي الفخار التي كانت تعد من أساسيات المنزل قديماً، ويزداد الطلب عليها حالياً، وقد تكون ضمن ديكور للزينة للاحتفاظ بتراث الضيعة، أما عن الفرق بين الصناعة اليدوية والمعامل
فهذا لايميزه إلا المهتم بالصناعة اليدوية التي تحتفظ بالروح، مصنوعة على الطراز القديم بمهارة، وبنفس المواد البسيطة التي كان يستخدمها القديمون رغم اختلاف الأشكال عن بعضها، فهي تحافظ على المتانة وروح الحرفي، طبعاً هناك صعوبات يواجهها المتقاعد في اختيار العمل الذي يناسبه، خاصة وأن أغلب الموظفين لايجيدون أي عمل، ولكن يبقى العمل مهما كان بسيطاً و متواضعاً أفضل من الإحساس بالملل دون عطاء، ومهنتي التي اخترتها فيها تعامل مع الأشياء الحية كالفخار والريحان والقصب، وهي تعطي راحة نفسية، ولايوجد فيها أية مخالفة للقانون ولاتحتاج إلى مهارات، في مكان مريح أعرض القطع بشكل جميل يشبه المعرض، كثير من الناس يقصدون المكان للمتعة واسترجاع الذكريات، وفي النهاية أقول: الحياة مستمرة، والبداية بعد سن التقاعد بداية ناضجة نملك فيها كل الوقت، تضمن لنا حياة كريمة كلها عطاء.
زينه وجيه هاشم