“عروسة الزيت والزعتر” تفتقدها حقيبة الطلبة

الوحدة : 13-11-2022

لم تكن تخلو حقيبة طالب في المدرسة من سندويشة أو منقوشة الزعتر بزيت الزيتون, وكأنها فرض مدرسي أو من  واجب الأم. حيث تقوم في الصباح بتحضير سندويشات الزعتر المغمور بزيت الزيتون لجميع الأولاد، وقد تغوص به الأصابع وحتى الأكمام… وكان وقتها المطبخ مخضباً بزيت الزيتون، ولا سواه المعمر للأبدان، والعامر القائم في براميل وجرار التي خلت وتكسرت اليوم من الشح والتقتير لغلاء أصابه، واستكبار من ارتفاع وجنون أسعار الزيت الباهت في الأسواق بلا طعم ، و قد وصل سعر العبوة منه ذات اللتر 14 ألف ليرة و تزيد حسب الماركة المسجلة عليها, وبين ذاك الغث والرث لا يحق لنا أن نسأل عن ارتفاع سعر زيت الزيتون، ولو وصل اللتر منه ل20 ألف ليرة, فأين هي منقوشة الزعتر؟

أم وليد – بدأت بالقول : رحم الله أيامها وسقانا زيتاً،  فالأولاد  /وعندي اثنان بالابتدائية /يرفضون أن يأخذوا معهم السندويش،  ويطلبون المصروف كما غيرهم من الرفاق ليتناولوا الشيبس والأندومي من الدكاكين أو سندويشة الفلافل الصغيرة ذات الألف ليرة المسقومة الفقيرة بالطيبات، وأنا أرى هذا  الأمر هو الأسهل والأوفر، خاصة أن سعر بيدون الزيت قد تأرجح اليوم ما بين (250 – 300) ألف ليرة، وأنا موظفة يتطلب مني ذلك ثلاثة رواتب شهرية على الفور فمن أين؟

ابنها وليم – صف خامس، قال : أحب الزعتر فقط مع زيت الزيتون،  ولطالما كانت أمي تقول: إنه مفيد، وأشتري الظرف منه بألف ليرة ولا يكفي لغير ثلاث سندويشات وينتهي، وتصرخ والدتي اليوم بأن الزعتر يحتاج للكثير من الزيت، كما أن رفاقي جميعهم لا يأتون بسندويشة من البيت، فلنا أن نشتري ما يحلو لنا  بمصروفنا  من الدكاكين والبائعين الواقفين أمام باب المدرسة.

أم هادي – أشارت بأن الزعتر يقضي على الزيت، وهي تخاف أن تحضره للبيت، كما أنها محته من قائمة المشتريات، والوجبات وتقول : (خربان بيوت) فليس لنا بامتلاك شجرة ولا بستان، ولهذا نشتريه بالكأس والقنينة وليس بيدنا حيلة غير ذلك فكيف نضيعه على سندويشة زعتر؟

أبو جهاد – صاحب سوبرماركت أشار إلى أنه كان يبيع الزيت بعبوات بلاستيكية وتنكات، واليوم قد وصل به الأمر أن يبيعها بالكأس, و لا يعيب مشتريه ذلك ولا خجل من الأمر حيث العيش صعب، وتدبير أمور البيت يحتاج للكثير من الصبر، والله يفرجها.

أم فرح – بائعة فطائر، أكدت أن مناقيش الزعتر ليست مرغوبة كغيرها المغموسة بالجبن أو الفليفلة أو .. ونادراً ما يطلبها أحد وتقول : أحمد الله على ذلك لأن الزعتر يتطلب زيت الزيتون وأنا أستخدم زيت المازولا، فهو الأوفر.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار