الأجــــهزة الالكترونيـــة وســيلة ســـهلة لتســـلية الـــطفل ولكـــن مــــاذا تخــــبئ لمستقبلهــــم

العدد: 9334

15-4-2019

 

إن تطور التكنولوجيا وظهور الهواتف الذكية والأنترنت بشكل عام هدد مستقبل الأطفال، فكثير من العائلات استخدموا الانترنت لإلهاء أطفالهم من خلال متابعة برامج الأطفال وأغانيهم على اليوتيوب، الأمر الذي يستدعي جلوس الطفل على الأنترنت لفترات طويلة، ويشكل خطراً على نموه العقلي وحياته الاجتماعية، وحتى على حواسه.
تقول السيدة مهى: أستخدم الأنترنت حين أطعم طفلي ذي السنتين، وحين ينام فلا شيء يؤثر عليه ويهدئه سوى الهاتف المحمول واليوتيوب حتى أن برامج الأطفال التي تعرض على التلفاز لا تلفت انتباهه، أما حين يرى الموبايل يرمي نفسه عليه، وترتسم على وجهه الابتسامة فمن خلال الموبايل يأكل دون عذاب أما في الحياة الطبيعية فلا أستخدم الموبايل معه أبداً لأني على دراية بخطورته مع العلم أنه يقضي حاجة في بعض الأحيان ويهدأ من بكاء الأطفال.
* السيدة إلهام قالت: استخدمت وسائل عديدة مع ولدي حتى أنسيه الأنترنت إلا أنني لم أنجح، فقد تعود عليه كثيراً، ومنذ فترة طالب بموبايل خاص به فقمنا بشراء واحد له حتى يتسلى ويكف شغبه عنا، مع العلم أني على دراية بأن هذا التصرف خاطئ، ولكن يضبط الطفل في المنزل وفي أي مكان خارجه وأنا متيقظة دائماً وأراقبه حين يتصفح الأنترنت، فولدي في الصف الأول ولاحظت أن معظم أصدقائه لديهم هواتف محمولة وصفحات على الفيس بوك، فلم أعد أدري إن كان هذا الأمر صواباً أم خطأ طالما أن المجتمع صار هكذا!
* السيدة آمال قالت: لا أحبّذ أن يتعود الطفل على (الموبايل والأنترنت) في عمر مبكر، فكثير من أطفال هذا الجيل منفصلون عن المجتمع الخارجي كأنهم في توحد مع الأجهزة الالكترونية، لا يرفون أعينهم عنها، حيث يشاهدون (اليوتيوب) وهذا خطأ الأهل لأن الطفل لا يعلم خطورة الأنترنت عليه والأهل، يرونه طريقاً سهلاً لإلهاء أطفالهم ولهدوء المنزل، على كل حال للأنترنت فوائد ولكن مضاره أكثر لذلك يجب أن نتلافى هذه المضار وخاصة على الأطفال تحت عمر 14 عاماً.
* السيد عادل قال: من الصعب ضبط ولدي في أي مكان إلا من خلال (الأنترنت والموبايل) فيمكن أن يجلس ثلاث ساعات متواصلة دون أن ترف له عين، وقد حاولنا أن نغيّر هذه العادة لديه إلا أننا فشلنا في ذلك لأنه بدون (الموبايل) لا يتحدث مع أحد، ويقوم بأفعال عدوانية في المنزل ومع الأطفال والأكثر من ذلك فقد زار طبيب العيون واحتاج لاستعمال نظارة طبية والندم كبير جداً لأننا كنا نلهيه في عمر السنتين بـ (الموبايل) ولم نعرف إلى أين ستؤدي بنا هذه الأمور ولأن عمره خمس سنوات ومن الصعب أن ننسيه فكرة الأنترنت والموبايل.
* السيد حسان قال: الخطأ الكبير الذي يقوم به الأهالي هو إنشاء حساب لطفلهم الذي لم يتجاوز من العمر العاشرة على الشبكة فالفيس بوك خطير جداً على الكبار فكيف على الأطفال، فإذا أراد الأطفال تصفح الأنترنت يجب أن يكون ذلك تحت رقابة الأهل، فاليوتيوب له مخاطر ولكن له فوائد أيضاً فهو يعلم الطفل الكلام في عمر مبكر وفيه أشياء تعليمية مفيدة للأطفال.
* السيدة هبا قالت: لا أسمح لطفلي بلمس الموبايل أو تصفح الأنترنت فأنا لا أعرف ما يخبئه هذا اليوتيوب فقد تغفل عيني عنه للحظات وقد يفتح مواقع لا يجب عليه فتحها وحتى برامج الأطفال قد تحوي مقاطع لا تصلح للأطفال فقد تشكل لديه ردة فعل إن كانت لقطات عنيفة تؤثر على الطفل وتوجه سلوكه فالمواقع مسيرّة وتخرب عقول الأطفال وتوجهم بالشكل الذي يريدونه لذلك يجب على الأهالي بالمرتبة الأولى الانتباه على أطفالهم ومراقبتهم وتوعيتهم لمخاطر الأنترنت.
* السيد رماح قال: كما يعود الأهل طفلهم يتعود لأن الطفل في عمر مبكرة لا يعرف الصح من الخطأ فكثير من الأهل يريحون أنفسهم من نق وبكاء أطفالهم بوضع الموبايل في أيديهم وتشغيل اليوتيوب لهم وهذا الفعل خاطئ سيحصدون نتيجته مستقبلاً فماذا ننتظر من جيل تربى أمام شاشات الموبايل والأنترنت، فالطفولة الحقيقية التي كنا نعيشها لم تعد موجودة الآن، وأصبح الطفل كالآلة منفصلاً عن العالم الخارجي وعن الألعاب البريئة التي يجب على الطفل اللعب بها بدلاً من الجلوس على الأنترنت.
* طبيبة الأطفال د. سعاد نزهة قالت: إن جلوس الطفل أمام شاشة الموبايل يتابع اليوتيوب يؤثر على التواصل الاجتماعي ويجعل الطفل لا يتواصل مع أقرانه ومع محيطه فالجهاز شيء صامت يسحب الطفل من الحياه الطبيعية إلى حياة افتراضية يضعها له فيصبح انطوائياً وانعزالياً ويقضي على الجو الأسري وعلاقات الأطفال مع الأهل فالموبايل يريح الأهل من نق الأطفال لذلك يجدونه وسيلة لإلهائه، يجب توعية الأهل لمخاطر الهاتف المحمول بين أيدي الأطفال لأن الطفل لا يعرف الصح من الخطأ والأهل هم من يدفعون الطفل للتعلق بشاشة الموبايل طبعاً وهذا يؤثر أيضاً على مدارسهم وشخصيتهم وآلية التعاون مع الآخر فقد يصبح عنيفاً لا يسمع أحداً.. وأضافت نزهة أنه علمياً وطبياً لا يجب أن يعمل الطفل على الأنترنت قبل عمر 12 عاماً، لأن الأنترنت عالم وهمي وغير مكشوف فقد يرى الطفل شيئاً لا يجب أن يراه، اليوتيوب أو الفيس بوك وغيره يولد لديه ردة فعل على ذلك فمن المهم مراقبة الأطفال عند تصفحهم الأنترنت وختمت نزهة أنّ تعامل الطفل مع الموبايل والأنترنت يؤثر على تشغيل عقله فيسبب قلة التفكير والذكاء لدى الطفل ويؤثر على حواسه أيضاً بشكل عام.

بتول حبيب 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار