أرســـــم حـــــلمي.. قــــراءة الطفل من خــــلال رســــومه

العدد: 9334

15-4-2019

 

مهرجان جمعية أرسم حلمي الفنية السنوي يذاع له الصيت ويلقى كل إعجاب واهتمام، هو رصيد عمل وأيام عاشوها بآمال وأحلام لتأتي بمهرجان و(كان) ..
(أرسم حلمي الفنية) جمعية أهلية تعنى بالفن التشكيلي عموماً وبفن الطفل على وجه الخصوص، ولهذا يكون الكم الأكبر من المهرجان السنوي من نصيب الطفل الذي ينشده أهل الجمعية، فكان غير المعارض بأشكالها وأنواعها مسرحيات ومسابقات وحتى ندوات لفهم شخصيته وتشكيلها وتوجيه موهبته ومنها :

 

(فهم حالة الطفل من خلال رسومه) للأستاذ شوقي غانم: هو ليس فناناً هذا ما أشار إليه في بداية حديثه، إنما هو أخصائي علم نفس جاء ليحرر رسوم الأطفال ويبررها ويبرز أهميتها في تحديد شخصياتهم، وكان أن حدد تطور الرسم عند الأطفال بمراحل وسنوات فقال: البداية هي مرحلة الخربشة من (2-4)سنوات نقطة وخطوط، الرسم العشوائي المميز والمفهوم وهنا علينا أن لا نسمي ما رسمه، مرحلة ما قبل التخطيط يرسم أشياء يعيها تماماً، مرحلة التجارب المباشرة يرسم من وحي تجاربه تشكيلة من الأشياء، الرسوم المخططة التي ترمز للشيء نفسه، الرسوم التعبيرية، مرحلة النضج أي المراهقة والشباب.
كما أشار إلى مقياس جودانف الذي يعتبر من مقاييس القدرة العقلية وتحديد سمات الشخصية، وفي اختبار الحالة النفسية للطفل من خلال اختبار العائلة الذي طوره ونقله للعربية الأستاذ الدكتور عبد الرحمن إبراهيم : والذي يفوق عدد قوانينها (25) قانوناً لرسم يتضمن وجود الرأس والعينين والأنف والفم والشعر والأذنين والأطراف والأصابع والملابس .. ، فإن نسي الطفل رسم أحد أفراد عائلته فذاك يعني أن هذا الشخص غير موجود في عالمه العاطفي، أما أن نسى رسم نفسه فهو يجد صعوبة في التعبير عن نفسه والعائلة أخذت منه هذا الحق، وتشكل مساحة الورقة المساحة التي يحتلها الطفل في حياته، وحجم الشخصية التي رسمها هي حجم العلاقة بينهما والمكانة التي يحتلها في نفسه، وتظليلها يعني الخوف منها، وبأعين كبيرة واسعة أي أنه يعاني الخوف ويحتاج للمساعدة، كما أن رسم عدد غير كاف من التفاصيل يدل على نزعة الطفل إلى الانزواءورسم الأزرار الكثيرة إلى اعتماده القوي على الأم ، ورسم الطفل على حافة الورقة فهو طفل خائف ومتردد، وإذا ما كانت شخوصه تدير ظهرها فهو غير قادر على المواجهة وغيرها الكثير في مقاييسه..
وختم بالألوان ومعانيها نذكر منها: الأحمر اضطراب في الشخصية، الأسود اكتئاب وكبت ونكران للذات واستسلام، الأصفر عدوان واتجاهات غير متناقضة، الأحمر والأصفر يعبران عن التلقائية، الأزرق والأخضر السلوك المنضبط، الأسود والبني الكبت، الأزرق والأسود الفصام.
وفي همسة للحضور: دعوا أطفالكم يرسموا ويحاولوا، حرروهم من عقدكم.

(التربية ودور الأسرة في توجيه موهبة الطفل) للأستاذ صبحي سرديني: بدأ حديثه بمصادر البرمجة عند الطفل في اللاوعي والوعي، وقدم بعض التوجيهات للأهل فقال: لا تعطي رسالة لولدك تبدأ ب(لا) وهي التي تتمركز في اللاوعي، فكل ما تتلفظ به (بلا) يفعله وكأنك توجهه لفعل ذلك.
أما في المدرسة قد ينال علامة في فحصه تسعة من عشرة ليبدأ توبيخه وحتى ضربه، وتكون النتيجة أنه يرفض الذهاب للمدرسة، مع أن الحل بسيط أن تبدأ بالإيجاب تهدئ من روعه وتقول له: أنت شاطر ووقتها يمكن كنت تعبان أكيد المرة القادمة ستنال عشرة، ومن أكبر الأخطاء التي يقع فيها الآباء مقارنة طفلهم بغيره، ويجب الانتباه بأن الطفل حتى سن السبع سنوات تعلمه بالتقليد فهو لا يفهم المنطق.
كما أشار إلى دور الأصدقاء الكبير الذي يأتي بعد وصوله مرحلة المراهق ولكن إن كانت برمجة الأهل 80% صحيحة فمن المؤكد أن يرجع لأهله في كل أمر، وعندما يصبح بالغاً قد وصل سن الواحد والعشرين عاماً وهوسن البلوغ في العلم أما في القانون فهو 18 يصبح ناضجاً ويعي أفعاله ويدرك نتائجها، كما يتعرف على شريكة حياته وخطبة يقضوها بالتمثيل والكلام ولا يكون الجد والصحيح غير في الزواج، ليأمرها بنسيان ما تعلمته عند أهلها وتبدأ الاختناقات والمشاحنات، ويمكن أن يصل بهم الأمر للطلاق وهذا كله يعود لأيام الطفولة وبرمجتها في سن السبع سنوات فلو كانت صحيحة ما وصل بهم الأمر لهذه النهاية التعيسة .
ليخلص بقوله: يجب أن نبحث دائماً عمن يشبهنا ( المدرسة والأصدقاء وحتى في البيت) ويرافقهم الإعلام والتلفاز، وهنا تحدث الأستاذ سرديني عن برمجة التلفاز للطفل فقال: يمكن للطفل أن يتعلق بالقناة التي تعود على رؤية برامجها وأثرت فيه، وهنا لا يمكن تعديل الأمر عنده بل ضبطه ليكون فيه التغيير، وهو ما يشبه من أدمن الكحول أو التدخين وأخذ قراراً بتركه، لتغيير برمجته يحتاج للوقت والضبط .
وأشار إلى البرامج المختلفة المتبعة عند البشر والتي تعتمد على التحفيز والتشجيع والترغيب (يا ابني ادرس حتى ما ترسب، ادرس لتنجح) ليكون نجاحاً وسوياً في الحياة.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار