الوحدة: 9-11-2022
هي قرية جميلة ولها تاريخ عريق يمتد آلاف السنين وتشكل مع القرى المجاورة أجمل لوحات الطبيعة، حضارات لاتزال آثارها تدل عليها بمواقع أثرية، ومدافن إغريقية، وواد في الجهة الغربية من أجمل الوديان، وهناك عين ماء عذبة في بيت قديم ينسب إلى العصر الروماني يقال لها عين السكنية.
بهذه الكلمات الجميلة بدأ نبيل عجمية حديثه عن قرية المكسحة، وأضاف الباحث شرحاً عن نبع “عين السكنية”: تقع في واد صغير يتوسط ثلاث قرى هي “السكنية، قصابين، المكسحة”.
الشكل الذي تبدو عليه “عين السكنية” جميلٌ جداً وهو روماني بحسب الروايات، فعين الماء بني فوقها خزان لكي تتجمع المياه فيه لكن هذا الخزان أقيم على شكل بيت سقفه قنطرة، وترك له باب تخرج منه المياه إلى مجرى ضيق يتصل بالساقية التي سميت باسم العين (ساقية السكنية) القنطرة التي شكلت سقف النبع تصدعت مع مرور الزمن وأصبحت على وشك الانهيار فقام الأهالي بالاستعاضة عنها بسقف من البيتون مع بقاء الجدران على وضعها السابق مبنية من الحجر الكلسي تروى مئات بل آلاف الحكايا هنا. واستشهد الباحث بأحد شعراء القرية يقول شاعرها الوفي وابنها البار إسماعيل مرهج:
هنا قريتي المكسحة …. التي
ترسم ُ الخريف دموعاً
والطريق إليها مهرجان
جراح
تتلوى بين الفقر
ووجع الذكريات
هنا
ظلّ رمادٍ
يبعث الموت
من الموت…
وعن موقعها قال الباحث نبيل عجمية على بعد ثلاثة كيلومترات عن الطريق الدولي الذي يربط محافظة اللاذقية بمحافظة حماة والداخل السوري تقع قرية المكسحة وهي تتبع قرية قصابين في ريف جبلة ومعنى اسمها جاء من كسح البيت كسحاً : كنسه، يقال كنس: كسحت الريح الورق (كونها تقع فوق رابية) والمكسح: المقشر النظيف، يقال عود مكسح.
تبعد عن مدينة جبلة /15/ كم وعن بيت ياشوط /10/ كم. وأضاف الباحث نبيل: أعود إلى شاعرها اسماعيل وأتخيله يقف على تلك الرابية هاتفاً:
المكسحة
على رفوف مشمسة تقف
سكبت رحيقها في فمي
طفلاً كانت وإلى اليوم
عشقي
ورغيف خبزي
كلّلما غبت عنها
راقصني في الخواء ظلّها
وحين أدنو
يلفني وقع صداها ..
نسيم صبح