الوحدة 5-11-2022
التفاح ابن بيئتنا المظلوم، هو الأخ غير الشقيق للبرتقال، فقد تقاسم أصحابهما الشقاء والمعاناة، لكن مسافة العيش والإقامة كانت لصالح البرتقال الذي يلازم المدن ومناطق التجمعات البشرية، فالتفاح يهوى الأماكن البعيدة الباردة والعالية أحياناً، هو ينزوي عن أقرانه ومحبيه يعيش ضمن بيئة صعبة بمفرده، وكل هذه الأحوال زادت الوضع صعوبة على صاحبه الفلاح المزارع، فكثُرت المعاناة وتعاظمت الظروف التي تحيط بموسمه الفريد، فهل ينال مزارعه مروداً يقيه شر الخسارة؟ أم انّه سيقع تحت وطأة المظلومية أسوة بمزارعي الحمضيات؟
الجميع يعلم أن التفاح هو سيد الفاكهة الدائم وسند القلوب والموائد المتعبة، هو حاضر في جميع الفصول، يقبع عدة أشهر ضمن برادات تقيه عوامل التعفّن والتلف، بالمحصلة ونتيجة ما يحصل على هذه الفاكهة من ظلم سعري وتسويقي محلّي وخارجي، فقد بدأ منتجو التفاح التفكير بمحصول بديل، وأخذ البعض منذ مدة البدء باقتلاع أشجاره وإعادة تهيئتها وغرسها بشتول الزيتون ذي المردودية الأفضل بكل النواحي تحديداً في كسب البعيدة، حيث يبدأ التعب من هناك، وهذا الوضع يُعد سابقة من الضروري التحرّك الفعلي لوقفها، الأمر الذي يمهّد لفقدان أهم السلل الغذائية التي تُعد من المحاصيل الاستراتيجية الضرورية اقتصادياً، وذلك من خلال إعادة رسم خارطة فعلية تتناسب والمجهود الذي يتكبّده مزارع التفاح سواء من خلال الأدوية وعمليات التقليم والعناية وصولاً إلى العبوات الملائمة (الصناديق) لتخزينه، والأهم من كل ذلك إنشاء مستودعات مبرّدة بأسعار مناسبة تشجّعهم على الاستمرارية وتحسين مُنتجهم للخروج من الأزمات التي تلاحقهم وتقاسمهم أرباحهم (إن وُجدت) وهنا يقع على عاتق وزارة الزراعة والسورية للتجارة واتحاد الفلاحين مجتمعين، إعادة الأمور إلى نصابها والقيام بدعم مزارعي التفاح وإيجاد حلول جوهرية لمعاناتهم تمنع هروبهم، أهمها القيام باستجرار المحاصيل من الحقول مباشرة وتقديم العبوات بأسعار مناسبة وتأمين مصادر تصريف منتجهم سواء كانت محلية أم خارجية عبر تصدير الفائض منه.
سليمان حسين