أرقام.. على مائدة الطعام ؟!

الوحدة: 7-10-2022

المصروف اليومي، هو حديث الساعة الجامع ومفرداته الرقمية المتواضعة، هو موضوع التجمعات وكافّة الجلسات، حكايا من نسج الواقع اليومي لكافة الأسر صغيرة وكبيرة، تفاصيل مشتركة تتمحور حول الحمل الثقيل الذي ينوء به الراتب الهزيل، لقد وصلت الأحوال إلى تحرّك معظم السلع الغذائية صعوداً، إضافة إلى كافة الأدوات التي تحمل أسعاراً معينة تتضمّن أساسيات العيش الطبيعي، أمّا الراتب.. الصامد الوحيد، هو صنم لا يتحرّك سوى كل عامين ولدى فئات معيّنة لم تصل إلى الحد الأعلى للأجور اللهم إذا تم قصفه بزيادة معيّنة تدفعه قليلاً إلى الأمام وترقّب أخرى مباشرة، ومن خلال حسبة طبيعية لحياة عائلة صغيرة تبدأ يومها بفطور أقل من الطبيعي تتضمّن شراء صحن درويش من الّلبنة وثلاث بيضات وتزويدهم بصحن زعتر وآخر معتدل من الزيتون الأخضر أو الأسود ، وعدّة أرغفة من الحجم المتوسط، حسبتهم التقريبية تصل لنحو ٥٠٠٠ ل.س مع مراعاة المواد الموجودة مسبقاً، وبعيداً جداً عن الأجبان وصعوبة التفكير بها حالياً.

أمّا على وجبة الغداء سيتم التعامل معها على أساس دقيق وعدم تجاوز الحدّ المسموح به والاكتفاء بكيلو واحد بطاطا (مقلية) المسعّرة حالياً ب ٢٢٠٠ ل.س، إضافة لنصف كيلو برغل بنحو ٢٠٠٠ ل.س وأعلى قليلاً جانبهم كيلو واحد من الّلبن بسعر ٢٨٠٠ ل.س، حسبتهم النهائية ٧٠٠٠ ل.س، وطبعاً هذه المعايير المتدنية يمكن لغالبية الأسر الاعتماد عليها أو على ما يشابهها، بعيداً عن الّلحوم البيضاء والحمراء التي ستضرب كافة النواتج والحسابات لربّ العائلة وكذلك الفاكهة، وإذا تم حساب تكلفة هاتين الوجبتين (الفطور والغداء) مقارنة براتب واحد مستواه ١٢٥ ألف ل.س، أي ٥٠٠٠ ل.س للفطور و٧٠٠٠ ل.س للغداء ( ١٢ ألف ل.س) سيكون ناتجهم ٣٦٠ ألف ل.س في الشهر، وهنا الطامّة الكبرى إذا كان هناك راتب واحد معيل لعائلة تتكوّن من ثلاثة أو أربعة أشخاص فقط، وإذا كان الاعتماد على راتبين أي مبلغ ٢٥٠ ألف ل.س، فسيكون هناك كسر بنحو أكثر من ١٠٠ ألف ل.س، مع العلم أن هناك اقتباسات وإضافات أخرى بعيدة عن الحسابات كمواد الطاقة والضيافة وشراء دفاتر وألبسة، وكل البعد عن زيارة أطبّاء وشراء أدوية يومية مُزمنة ومصاريف نقل، أمّا عن قِصص الإدمان على التدخين وغيره تناسيناها قصداً، لتصبح الأحوال متشابهة إلى حدٍ طبيعي بين الأسر، ومن خلال ذلك يتوقف الكلام عن عائلة تقع تحت أثقال الأجار لوافدين علّمتهم الحياة التقليدية أن يكون لديهم عزوة كبيرة من الأولاد أعمارهم متسلسلة، وليس للحديث بقية.. فالجميع بمرتبة العارفين.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار