طرطوس تفانت في التعامل مع حادثة غرق المركب اللبناني.. ومركز الطب الشرعي بطرطوس أنموذجاً

الوحدة 1-10-2022

جاهزية عالية وتفانٍ بالعطاء سجلتها محافظة طرطوس في التعامل مع حادثة غرق المركب اللبناني، على مدى أسبوع وصفه الأهالي وكوادر المحافظة بالأليم وبالكارثة الإنسانية التي لم تشهد المحافظة مثلها منذ سنوات, آخرها كان يوم التفجير الإرهابي لكراج طرطوس الجديد، والذي تسبب بالعديد من الضحايا والإصابات التي مازالت آثارها باقية حتى اليوم .. طبعاً كان للمجتمع الأهلي وبخاصة أهل أرواد دورهم الاستثنائي في المساهمة بانتشال الضحايا الذين مازال عدد كبير منهم في عداد المفقودين، في حين تضافرت جهود كل فعاليات طرطوس الرسمية المعنية والتي لن نعيد التذكير بها، حيث وصلوا ليلهم بنهارهم لأيام، الأمر الذي قوبل بالكثير من الامتنان والتقدير بين أهالي الضحايا والجانب السوري بكل فعالياته، وفي جانب الطبابة الشرعية التي لها الكثير من الخصوصية والدور بهذه الحادثة يشير مدير مركز الطب الشرعي في طرطوس الدكتور علي سيف الدين بلال أن عناصر المركز كانوا قد استنفروا بكل إمكاناتهم المتاحة منذ اللحظة الأولى، وكانوا متواجدين في كل مواقع الحدث وعلى مدار الساعة، لاستيعاب الحدث الأليم وتدارك تبعاته وتداعياته، فيما زاد من صعوبة المهمة توزع الضحايا على دول ثلاث (سورية ، لبنان ، فلسطين) ، مع غياب معظم الوثائق والثبوتيات التي تثبت هوياتهم، وحصول تشوهات وتغييرات على الجثامين، ما أدى إلى تعقيد الأمور وزاد من صعوبة المهمة، وفي سبيل التعرف على الجثامين وحفظها وإكرامها لحين دفنها من قبل ذويها تم القيام بالإجراءات اللازمة من تحديد جنس الضحية وسبب وزمن الوفاة، إلى التعرف على هوية الضحايا للجثامين واضحة المعالم من خلال المقتنيات أو العلامات الفارقة / وشم، ندب، عمليات جراحية ../، وبالنسبة للجثامين غير واضحة المعالم فقد تم فحص الأسنان، وأخذ عينات من الشعر والجلد من أجل تحاليل DNA، كما تم
وضع الجثامين ضمن أكياس مخصصة وعازلة عليها كود الجثة المطابق للكود الموجود على سوار المعصم، ووضع الجثامين في صالة مبردة(-10 د.م) لحين استلامها من قبل ذويها، وباتباع هذه الآلية تم التعرف على الجثامين والحفاظ عليها وإكرامها بما يليق بإنسانيتها لحين استلامها، وقد تمت مواجهة هذا التحدّي وإنجاز هذا العمل الضخم بكفاءة عالية وبجهود استثنائية بذلها عناصر مركز الطب الشرعي بطرطوس، ويضيف د.بلال أنه لا بد أن يتم توجيه الشكر في ذلك أيضاً لكل من تقاسموا وبذلوا الجهود الكبيرة والمضنية مع عناصر الطب الشرعي لإنجاز هذا الاستحقاق الإنساني الكبير، وإيصاله إلى خواتيمه بأقصى سرعة وبأفضل النتائج، من المحامي العام بطرطوس، والسادة رؤساء النيابة العامة، إلى قسم الأدلة الجنائية في طرطوس، والوحدات الشرطيّة،
وعناصر منظمة الهلال الأحمر العربي السوري إدارة ومتطوعين، والدفاع المدني وإدارة وموظفي مشفى الباسل، والمدير العام للهيئة العامة للطب الشرعي الدكتور زاهر حجو، والذي كان داعماً ومتابعاً لكل التفاصيل وحيثياتها لحظة بلحظة.

رنا الحمدان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار