الوحدة : 9-9-2022
ينتهي الأسبوع الأول من المدرسة والأهل والطلاب بسباق، يتابعون ماراثون كل عام في بحث وتنقيب عن لوازم المدرسة وحاجات من الأولويات, يصولون ويجولون في مناكب الأسواق للبحث عن التوفير فهناك الكثير من المصاريف، ويحسبون ألف حساب ليس فقط للدروس الخصوصية، وأجورها قد ارتفعت.. غير ناسين وإن كانوا متناسين فويلات من المواصلات, ففي المدينة أوفر وأخف وطأة حيث في كل حي لهم مدرسة. أما في الأرياف فهناك بيوت على أطرافها، وفي مزارع وقرى صغيرة قد تبعد عشرات الكيلو مترات, وكأنهم يطلبون العلم في الصين.
أم ساندي أكدت أن طفلتها دخلت المدرسة بالصف الأول، وتخاف عليها من الطرقات, ولديها ابنة أخرى بالصف العاشر ترفض أن ترافق أختها الصغيرة في الطريق إلى المدرسة, فلديها رفيقات دربها ولا تستطيع أن تهتم بأختها وقد تغفل عنها , ولهذا فقد استنجدت بسرفيس يوصل طلاب مثلها إلى مدرستهم لتؤمن عليها، ولو كان مزدحماً بهم لتحشرها بينهم وتدفع 25 ألف ليرة وبيتها لا يبعد كثيراً عن المدرسة، وهذا أقل ما وجدت بين سيارات الأجرة وغيرها، ناهيك عن المدفوعات الأخرى والمصاريف المدرسية , وأشارت أنها في الأيام الأولى رافقت ابنتها الصغيرة وأوصلتها إلى المدرسة ثم أمضت وقتها في التسوق إلى أن حان وقت الانصراف فرجعت بها.
وتضيف ابنتها كريس أن السبب الأكيد لعدم مرافقتها فهو أن أختها لا تسمع ولا ترد عليها كما أن كل شيء في الطريق يلفت نظرها وتسأل الكثير, ورفيقاتها ينزعجن وقد يتأخرن عن الصفوف.
أم غنى أشارت أنها تخاف على ابنتها الصغيرة حيث تسكن في قرية صغيرة (الصفصاف )، تبعد حوالي 3كيلو متر عن المدرسة, لهذا تترافقان الطريق، فهي موظفة وتقطع معها أكثر من نصف المسافة لتصل هي إلى السرافيس وابنتها تتابع المسير مع رفيقاتها إلى المدرسة, ولا تستطيع أن تستأجر لها مكاناً في السرفيس أو غيره. فالراتب عاجز عن تدبير أمرها, فأجرة التكسي إلى قريتها عشرة آلاف، فكيف لمدة شهر من المدرسة؟ وإن حالفها الحظ قد تجد في طريقها دراجة أو سيارة توصلها إلى موقف السرافيس.
مهى توصل أخوتها إلى مدرستهم وهي تقود دراجة قبل أن تذهب إلى عملها صباحاً, فهي تأتي من الصفصاف, و كل يوم عليها القيام بهذا النشاط.
بعض الطلاب في ( حرفوش – عين الزرقا – عين المجوية – بيت ناصر وغيرها من المزارع ..) يعجزون عن تأمين وصولهم إلى المدرسة في مشقيتا. فالسرافيس مزدحمة وقد يتأخرون.
المرشدة النفسية رغداء خير بك في مدرسة القنجرة :
أشارت إلى أن الاستعداد لعام دراسي ينقسم لشقين : شق يتعلق بالأهل، وشق يتعلق بالتربية والمدرسة، وحتى هذا الأمر أيضاً عند الأهل، وعند المدرسة ينقسم لشقين، أولاً استعداد الأطفال في مرحلة رياض الأطفال، واستعداد آخر للمدرسة والطلاب العاديين الموجودين أصلاً في المدارس.
العودة إلى المدارس تتطلب استعدادات من مديرية التربية والمدارس، ونقول: إن هناك استعدادات على مستوى المناهج والكتب المدرسية، ثم على مستوى الأثاث المدرسي، وتأمين المعلمين والمدرسين المؤهلين جيداً لتغطية كافة احتياجات المدارس مما ذكرناه سابقاً.
و بالنسبة للإداريين في المدارس، في الأسبوع الذي قبل افتتاح المدارس يتم الاستعداد والتحضير الكامل من قبل إدارة المدرسة في تجهيز الصفوف والبرامج، وغيرها وتسجيل الطلبة الجدد الناجحين في الصف السادس إلى السابع ومن الصف التاسع إلى الأول الثانوي. كما يقوم المرشدون الاجتماعيون والنفسيون بوضع خطة عمل للعام الدراسي وتجهيز السجلات الإرشادية – هذا ما يخص المدرسة في الأسبوع الإداري.أما ما يتعلق بالأهل من حيث تأهيل وتجهيز الأبناء وخصوصاً من هم في سن رياض الأطفال، والذي يتوجهون اليوم للمدارس الابتدائية تقوم الأمهات بترغيب الأبناء للتوجه إلى المدرسة عن طريق تجهيز اللباس المدرسي والحقيبة وحافظة المياه، أيضاً بدء تخفيف الخروج من المنزل للتنزه والزيارات وقضاء وقت أطول في المنزل قبل فترة من بدء العام الدراسي، وذلك لتهيئة الأبناء وانتقالهم من حال الاسترخاء واللهو والمرح في فترة العطلة الصيفية ليتكيفوا مع العام الدراسي الجديد، وبالتالي تغيير مواعيد النوم لتعويدهم على النوم المبكر والاستيقاظ باكراً للذهاب إلى المدرسة بنشاط.
أيضاً للأهل دور مع الأبناء الأكبر سناً واعتادوا الذهاب للمدرسة، وأصبحوا في صفوف متقدمة من حيث تأمين اللباس المدرسي وتخفيف أوقات الخروج في نزهات، وأيضاً تخفيف استعمال وسائل التواصل الاجتماعي وعقد جلسات حوار بين الأهل والأبناء يتم فيها الجديث عن استعدادهم للعام الدراسي، وأن لديهم ثقة بأن أبناءهم سيكونون على قدر عال وأفضل في التحصيل والنجاح إضافة إلى تصفح الأهل للكتب المقررة وطرح بعض الأسئلة عنها وهو ما يدفع بالأبناء للاهتمام والحس بالمسؤولية، وبالتالي الاندفاع نحو المدرسة برغبة ونشاط وحيوية.
بالنسبة للمدرسة تستطيع الأم خلال اليوم الواحد أن تقوم بزيارة المدرسة ثلاث مرات لأجل أطفالها الجدد، ولا تتجاوز 10دقائق لمتابعتهم مع معلمة الصف دون علم الابن، أما بالنسبة للمرحلة الأعلى (إعدادي وثانوي) يكون هناك الواجب الأكبر على المدرسين حيث يتم الترحيب بهم من قبل أولي الإرشاد النفسي والاجتماعي الموجودين في المدرسة بالتعاون مع الموجهين والكادر الإداري بشكل عام، الدخول إلى الصف وفتح حوار بينهم حول بداية العام الدراسي وأنه مرحب بهم ولهم كل المعلومات وأنهم على استعداد للشرح وأسئلة الطلاب.
هدى سلوم