مراحل إنتاج المشتقات النفطية.. طبيعة العمل والحوافز لا تتناسب مع خطورة العمل والجهد المبذول

الوحدة 9-8-2022

البنزين والمازوت وكذلك الفيول، ماهي المراحل التي يمر بها النفط الخام للحصول على المشتقات النفطية؟

الوحدة التقت مدير عام شركة مصفاة بانياس المهندس محمود قاسم وأجابنا على هذه الأسئلة قائلاً:
يبدأ الإنتاج عادة بعد ساعة من بدء دخول النفط الخام إلى وحدة التقطير الجوي، وبعدها تبدأ مراحل بقية الوحدات وقد تستغرق عملية الإقلاع يومين لتكون كافة الوحدات جاهزة للعمل، ولا يتم التوقف عن الإنتاج إلا في حال عدم توفر النفط الخام، أو في حال حدوث عطل طارىء في أحد الوحدات تبقى الوحدات الأخرى في العمل حتى يتم إصلاح هذه الوحدة.

في البداية تكون الناقلة في البحر ويتم تفريغها في خزانات الشركة السورية لنقل النفط ثم إلى خزانات المصفاة، حيث يتم ترقيد النفط مدة كافية تقريباً 48 إلى 72 ساعة، ثم تسحب بعد ذلك إلى خزانات التغذية ومن بعدها إلى وحدة التقطير الجوي، وهي الوحدة الأساسية في المصفاة التي يتم بها فصل القطفات النفطية.
وعند خروج المشتقات من وحدة التقطير الجوي، جزء منها يكون جاهزاً للاستخدام في السوق المحلي وهو كمية من المازوت وجزء من الفيول، أما بقية المنتجات يطرأ عليها عمليات معالجة ثانية وهي بالترتيب: أولاً قطفة LPG وهي عبارة عن غاز منزلي يعالج في وحدة الميروكس ثم يخزن في خزانات كروية لإرسالها إلى سادكوب واستخدامها كغاز منزلي.
ثانياً نفتا خفيفة ( لايت نفتا)، ترسل إلى وحدة معالجة النفط الخفيفة لتخليصها من الملوثات ثم إلى وحدة الأزمرة لرفع رقم الاوكتان لإضافة المنتج لاحقاً إلى البنزين.
ثالثاً النفتا المتوسطة وترسل إلى وحدة معالجة النفتا المتوسطة لتخليصها من الملوثات، ومن ثم إلى وحدة التحسين الوسيطي لرفع رقم الأوكتان وتحويله إلى بنزين عالي الأوكتان، الذي يمزج لاحقاً مع البنزين الخارج من وحدة الأزمرة السابقة ليشكل المزيج النهائي للبنزين.
رابعاً الكيروسين أو الكاز يرسل إلى وحدات الميروكس، لتتم معالجته ومن ثم يتحول إلى كيروسين طيران، وعند عدم الحاجة لكيروسين الطيران يخرج مع المازوت بدون معالجة.
خامساً المازوت يرسل مباشرة إلى خزانات تخزين المازوت ليتم ترحيله إلى سادكوب.
سادساً متبقي التقطير الجوي يرسل المتبقي التقطير الجوي إلى وحدة التقطير الفراغي ليجرى عليها عملية تقطير تخلخلي ينتج عنه مازوت، يمزج مع المازوت السابق الخارج من التقطير الجوي، وزيت يعالج في وحدة تكسير الهيدروجين المخفف وفيول يذهب إلى خزانات الفيول مع جزء من الخارج من وحدة التقطير الجوي ليصبح جاهزاً كفيول لمحطات توليد الكهرباء، ومن أسفل برج التقطير الفراغي تنتج مادة الإسفلت التي ترحل مباشرة إلى الجهات الخاصة لتعبيد الطرقات.
وبين المهندس محمود أنه يتم إضافة عدد من المواد الكيميائية التي تناسب كل مرحلة من المراحل السابقة، كما يمكن استخدام بعض الوسائط الكيميائية في بعض الوحدات وخصوصاً في عملية إنتاج البنزين، وأخيراً يتم تسليم المنتجات النهائية لشركة سادكوب بحيث تكون جميع المنتجات وفق المواصفات القياسية السورية. حيث يجب أن يكون رقم أوكتان البنزين 90، وفي حال كان المنتج النهائي أقل من 90 تتم إضافة مواد معززة حتى يصل إلى 90 قبل أن يطرح في السوق، وكذلك الأمر مع الأوكتان 95.
أما بالنسبة للمازوت فأهم المواصفات أن يكون رقم الستان من 50 إلى 60 وهو محقق دون أي إضافات، وأكد قاسم أن العمل يتم بجهود كبيرة لإنتاج أكبر كمية ممكنة من المازوت، حيث يتم مزج بعض الزيت والكيروسين مع المازوت ليتم زيادة كميته، أحياناً يضطر إلى إضافة بعض المواد الكيميائية للمحافظة على المواصفات القياسية المطروحة في السوق، كما يتم العمل على زيادة كمية الفيول من خلال معالجة متبقي التقطير الفراغي ليصبح مناسباً لمزجه مع الفيول لزيادة كمية الفيول وتوفير أكبر كمية منها لمحطات التوليد الكهربائي.

* مديريات المصفاة

وفي ما يتعلق بالمديرات الأساسية في المصفاة قال المهندس محمود قاسم: يوجد عدة مديريات أولا ً مديرية الإنتاج، وتقسم إلى أربعة أقسام، قسم وحدة التقطير والميركس وتضم وحدة التقطير الجوي، وحدة التقطير الفراغي، وحدات الميروكس، وحدة تكسير اللزوجة، أيضاً من ضمن مديرية الإنتاج قسم التحسين الذي يضم وحدة معالجة النفتة المتوسطة، ووحدة التحسين الوسطي، وحدة فصل الغازات، بالإضافة إلى وحدة تنشيط الوسيط، أيضاً تضم وحدات الهدرجة وهي من ضمن مديرية الإنتاج، وتتضمن وحدة معالجة النفتة الخفيفة، وحدة أزمرة النفتة الخفيفة، وحدة هدرجة VGO، وحدة هدرجة المازوت، وآخر قسم في مديرية الإنتاج هو قسم الكبريت والإسفلت ويضم وحدة استرجاع الكبريت، وحدة الأمين، وحدة الإسفلت، ووحدة إنتاج النيتروجين، هناك أيضاً المديرية الثانية وهي مديرية محطة القوى وتقسم إلى قسم المراجل والعنفات وقسم الكهرباء اللازمة لتشغيل المصفاة، حيث يتم إنتاج كامل الطاقة اللازمة لتشغيل المصفاة، إذ يوجد 5 مراجل يكون منها 3-4 بالعمل حسب الوحدات العاملة وذلك لإنتاج البخار اللازم للعملية الإنتاجية وتشغيل العنفات الموجودة في الوحدات الإنتاجية، كما يتم إنتاج البخار اللازم للعنفات المولدة للكهرباء، حيث يوجد في المصفاة 4 عنفات مولدة للكهرباء تكون غالباً جميعها بالعمل وتنتج كامل الكهرباء اللازمة لتشغيل المصفاة.

أيضاً هناك مديرية الصيانات الهندسية والتي تضم أربعة أقسام: قسم الصيانة الميكانيكية يقوم بعمل جميع الصيانات الميكانيكية اللازمة في المصفاة ولكامل المضخات والعنفات، وكذلك الصمامات أيضاً تضم قسم الصيانة الكهربائية المسؤول عن جميع الصيانات الكهربائية في المصفاة، و قسم التحكم والقياس وهو مسؤول عن الإشراف على عمليات التحكم وإجراء الصيانة اللازمة لجميع الأجهزة ومعايرتها، أخيراً قسم المشغل الميكانيكي واللحامات، الذي يحوي المشغل على جميع أنواع المخارط اللازمة لتصنيع الوصلات والقطع الميكانيكية اللازمة قسم اللحامات المسؤول عن جميع أعمال اللحام ضمن المصفاة.

أخيراً مديرية الترحيل والمرافق، وهي مديرية من ضمن المديريات الموجودة في المصفاة، وتضم ثلاثة أقسام قسم الحركة للشحن وهو المسؤول عن الخزانات الموجودة في المصفاة وعن حركة المواد النفطية من وإلى المصفاة، وكذلك ضمنها قسم القطار وهو المسؤول عن تحميل القطارات بالفيول اللازم لمحطات لتوليد الكهرباء، أيضاً هناك قسم المرافق وهو المسؤول عن المياه الصناعية وتأمين الهواء اللازم للعملية الإنتاجية بالضغط المطلوب، ويحوي حوض بيولوجي لاستعادة المواد النفطية الخارجة بالريكارات لإعادتها إلى عملية التكرير حرصاً على عدم تلوث البيئة والمياه الجوفية وكذلك البحر، كما يوجد في المصفاة مخبر مركزي يتم فيه تحليل جميع المواد الداخلة والخارجة من وإلى المصفاة، بالإضافة إلى تحليل المشتقات، و يوجد قسم التفتيش الفني وهو مسؤول عن مراقبة جميع الأعمال التي تجرى في المصفاة والتأكد من مطابقتها للستاندرات العالمية. كذلك يوجد قسم خاص بالإطفاء والوقاية الصناعية مسؤول عن إطفاء أي حريق يحدث في المصفاة، بالإضافة إلى مراقبة تطبيق تعليمات السلامة عند إجراء أي عمل في المصفاة.

* شعلة المصفاة

وعند السؤال عن دور الشعلة التي نراها قال قاسم: إن الشعلة التي نراها هي عامل أمان للمصفاة، حيث تبقى مشتعلة لحرق الغازات الفائضة من العملية الإنتاجية، وهذه الغازات تستخدم فقط للحرق، وعند حصول أي طارئ في المصفاة يستوجب تفريغ الغازات، فيتم تفريغ الغازات بواسطة الشعلة لحرقها هنا.
وتعد الشعلة أكبر عوامل الأمان في المصفاة، حيث يوجد شعلتان مخصصتان لذلك يبقيان في العمل طالما المصفاة تعمل.

* خطورة العمل لا تتناسب مع الحوافز

أيضاً عند سؤاله عن خطورة العمل في المصفاة، بين المهندس محمود أن الأعمال في المصفاة تتطلب جهداً كبيراً من عناصر المصفاة سواء كان من رؤساء العمل والفنيين والعمال، حيث تتطلب مراقبة مستمرة للوحدات الإنتاجية كما أن هناك مخاطر كبيرة يتعرض لها العمال من استنشاق غازات والتعرض للضجيج بشكل دائم، والخطر الأكبر عند حدوث أي تهريب من الأنابيب أو من المضخات، واحتمالية حدوث حرائق تعتبر خطيرة حيث يتم السيطرة عليها بالتعاون الكامل مع جميع عناصر الإطفاء والعناصر الموجودة في الوحدات، أيضاً هناك أعمال كبيرة وخطرة تقام على ارتفاع كبير، وكذلك هناك خطر التعامل مع المواد الكيميائية. ومع كل هذه المخاطر، وهي غيض من فيض، فإنها لا تتناسب مع الحوافز وطبيعة العمل التي تعطى للعمال، حيث تقدر طبيعة العمل 5% من الراتب والحوافز في حدها الأقصى لا تتجاوز 16000.
أخيراً يجب التنويه أن العمل في المصفاة يتطلب وجود العناصر مدة 24 ساعة بشكل متواصل.

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار