الوحدة:7-8-2022
السفر البحري، أو المواصلات البحرية بين المدن والمناطق الساحلية، هي شكل أو وسيلة أخرى لنقل الأفراد والبضائع لأغراض تجارية، فأغلب البلدان التي تشاطرنا البحر تمارس وبقوة هذه النشاطات، وخاصة إذا كانت تمتلك مساحات شاطئية بحرية طويلة، أو جُزر مأهولة كأرواد في مدينة طرطوس. هذه النشاطات البحرية تُعد مصدراً كبيراً للواردات السياحية والتنقلات بين المدن عبر الموانئ الكبيرة والصغيرة، علماً أن صالة الركّاب لا زالت تنتظر المسافرين داخل حرم مرفأ اللاذقية العريض. يبلغ طول ساحلنا أكثر من ١٨٠ كم من الحدود اللبنانية جنوباً حتى الحدود التركية شمالاً، أي أنه طويل نسبياً، على امتداد محافظتين، إضافة إلى تجمّعات كبيرة، كمناطق جبلة وبانياس، و القرى الساحلية المتاخمة لهما، وتجمّعات أخرى مؤقتة، كالمواقع السياحية التي تضمّ منتجعات وشاليهاتٍ ونوادٍ بحرية، وهي مؤهولة أيضاً في فترات الصيف. إن نجاح هذه الوسيلة بين مدينة طرطوس وجزيرة أرواد خير دليل على ضرورة تعميم هذه التجربة والتوسّع بها خاصة أثناء الصيف، ليكون البحر وسيلة نقل ورفاهية بحرية، عبر ركوب أمواجه والوصول إلى المنطقة السياحية الأخرى، والابتعاد مؤقتاً عن السفر البري المُمل صيفاً، مع العلم أن هذا السفر لو تم اعتماده، فمن المحتمل أنّ يواجه قِصص المحروقات نفسها التي تؤرّق أصحاب السرافيس هذه الأيام. وحول هذا الموضوع كان للوحدة زيارة لأروقة مديرية الموانئ للبحث بسُبل تفعيل هذه التجربة، فأكّدت م. ألحان عبيد رئيسة دائرة المساحة البحرية والفنارات (المنارة) أنّه طُرح موضوع إنشاء طريق بحري بين اللاذقية وجبلة العام الماضي ولم يوضع بالخدمة، علماً أن هناك مراسلات جرت بين الموانئ ووزارة النقل وهيئة التخطيط الإقليمي، يضاف إلى ذلك دراسة لاستكمال الطريق باتجاه مدينة طرطوس، حيث أوصت لجنة الخدمات والبنى التحتية تكليف وزارة النقل – المديرية العامّة للموانئ – بالتنسيق مع هيئة التخطيط الأقليمي لإعداد دراسة فنية للمقترح الوارد في كتاب وزارة النقل، وإمكانية توسيع الدراسة إلى محافظة طرطوس، بالتنسيق مع المحافظتين، والعرض على لجنة الخدمات والبنى التحتية، ومن خلال ذلك يتضح أن هناك رغبة رسمية حقيقية إلى جانب الرغبة الشعبية السياحية بتفعيل هذه الخطوط البحرية أسوة بباقي المدن التي تشاطرنا البحر، والقيام بتحديث مراكب النقل بالنسبة للحجم والقوة والرفاهية، و من خلال بعض الإعلانات الطرقية والإذاعية المحلية يتم الترويج لهذه المبادرة الشعبية المرغوبة فيكتمل النشاط البحري والحركة الأهلية البحرية بين مدننا الشاطئية. فهل تعود أحلامنا الوردية للانتعاش عبر سفر ونقل بحري محلّي ممتع، ونضرب العصفورين عبر الوصول السريع والتمتّع بركوب البحر، وتعود الموانئ الفارغة إلى الضجيج ( بالغروبات) السياحية إلى جانب نشاط الصيد الخجول، ومن خلال ذلك يتم تشغيل أيدٍ عاملة على المراكب وضمن مراكز الانطلاق، وإعادة سفينة (أوشن ستار) المطعم العائم ذات الطابقين والتي تحمل ٢٥٠ راكباً، ومن يعمل على متنها،وتفعيل أسطول كامل لهذا الغرض، وبالتالي زيادة الدُخول التي من شأنها إضافة واردات جديدة إلى خزينة الدولة.
سليمان حسين