“بؤرة التأويل” و حوار مع الكاتبة د.غيثاء قادرة “

الوحدة:20-7-2022

بؤرة التأويل بين النسق والدلالة في الشعر الجاهلي “هو عنوان كتاب جديد للدكتورة الأديبة ” غيثاء قادرة “يعدّ مرجعاً مهماً للطلاب وللمهتمين بالشأن الأدبي.يحتوى الكتاب ثلاثة فصول يربطها خيط فني منهجي واحد هو مركزية المعنى في المبنى، وفي علاقة الدال بالمدلول، وفي تعالق الظاهر بباطن النصوص الشعرية التي توحدها قطبية الذات الشاعرة متراوحة في وجودها بين الذات والآخر، وبين الوجود والعدم .”الوحدة” التقت د. “غيثاء قادرة”وحول إصدارها الجديد كان حوارنا الآتي.. * بداية حبذا لو توضحي للقراء هذا الجانب باختصار ؟ – بحث الكتاب في التراث الشعري القديم وخاض أغواره مستنطقاً مؤولاً ما استبطنت صوره واستغورت أطواؤه بوصفه ميداناً واسع الحلبات عميق الأغوار ينتظر من يبحر في أعماقِه باحثاً عن البؤر الدلالية الكامنة في تعالقات وحداته اللفظية،وفي إشعاعات الطاقة النصية التي تنبثق من صوره و تراكيبه.فتنشر عبق المعنى والدلالة من غير مدخل وغير منهج وصولاً إلى شعرية تتحقق في خفايا النص وأسراره، شعرية يبرزها المخبوء وتشي بها الثقافة ويكشفها المجاز، ويغنيها الإيقاع . اقتضى البحث عن البؤر الدلالية في النص الشعري الجاهلي حفراً في البنية العميقة للخطاب الشعري في مستوياته التركيبية والدلالية بوصفه بنية لغوية تنسجم عناصرها لتفسح المجال رحباً أمام إمكانات التأويل من هذا المنطلق تتضح سيرورة إنتاج الدلالة التي يتحقق بها وجود العلامة المنبعثة من السياق ، ويمكننا تحديد المؤوَّل بأنه مجموع الدلالات الكامنة في أطواء الإشارات المثبتة داخل هذا النسق أو ذاك. * ما الهدف من الكتاب ؟ و على ماذا اعتمدت الدراسة ؟ – الهدف من الكتاب تسليط الضوء بالتحليل والتأويل على شعر وثقافة ووعي هم الأصل في التراث الشعري العربي، وإظهار أهمية هذا الشِّعر العظيم ،وعلاقته بالفلسفة والأسطورة والفكر . قامت القراءة على رصد الأشكال السيميائية في النص الشعري من خلال فعل العلامة و مركزيتها باتجاه التأويل و إنتاج المعنى . اعتمدت الدراسة مناهج النقد المختلفة السياقية ( كالأسطوري والنفسي والاجتماعي )، والنسقي (كالسيميائي والنقد الثقافي) بكثير من الحذر والملاءمة والمنهجية . * ما الخلاصة التي توصلتم إليها في هذه الدراسة؟و ماذا أظهرت؟. – ما ماتوصلت إليه الدراسة يؤكد الابتعاد لفكرة الدلالة وإنتاجها في النص الشعري عن طبيعة الشكل الشعري لهذا النص. فهي تتوازى ومعطيات الصيغة اللغوية القائمة على الإشارات المكثفة والصور المحملة برؤى ودلالات وعلامات. إذ لايمكن حصر رؤى الشعراء وأبعاد صورهم في تعبيرات سطحية أو معان ظاهرة، إنما في عمق ماتضمره هذه البنى وماتباطنه مختلف الصور والأساليب من معان ودلالات. بدأ النص الشعري في مجمله تجلياً لرواسب اللاشعور الجمعي، وصدى لثقافة الشاعر التي أظهرت معايشته ثقافتي الوجود والعدم. أظهرت الدراسة أن ما أضمرته الذات الشاعرة عكس ما أظهرت. فالذات الفاقدة أضمرت سعياً إلى خلق إمكانات إبداعية تتحدى من خلالها عملية القهر المكاني لها مصورة الإصرار على الثبات أمام عوامل الاستلاب فكان تفجير الطاقات الكامنة في اللغة التي هي وسيلة خلق وإبداع .

رفيدة يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار