الوحدة: 18-7-2022
جاء في الكتب التراثية أن عمارة بن حمزة يُعرَف بعزة النفس، وعلو المكانة، وكان الأمراء يُنزِلونه منهم أكرم المنازل، ويقدّرونه حق قدره، وفي يوم من الأيام كان عمارة في مجلس الخليفة أبي جعفر المنصور، وكان المنصور يعلي مقامه، ويُجلسه قريباً منه احتراماً لعلمه وأدبه وكرمه ومكانته، وكان هذا الأمر يثير حسد الحاسدين، فنهض مرةً رجلٌ وقال للخليفة: يا أمير المؤمنين، إن عمارة بن حمزة قد اغتصب ضياعي وسلب مالي، فقال المنصور لعمارة: انزل من مقامك، واجلس إلى جانب خصمك حتى نحكم بينكما، فقال عمارة: يا أمير المؤمنين، إن كانت الضياع له فما أنازعه فيها، وإن كانت لي فقد وهبتُها له، وما لي حاجة في محاكمته والجلوس إلى جانبه، وما أبيع مكاني الذي أكرمني به أمير المؤمنين لا بضياع ولا بغيرها.
د. رفيف هلال