الوحدة : 15-7-2022
منذ عدة أيام رصدت الشواطىء اللبنانية أسراباً من القناديل البحرية قبالتها ، ليسجل وصولها لشواطىء طرطوس الجنوبية بعد ذلك كما كان متوقعاُ، ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد ، كان رئيس المركز اللبناني للغوص قد أعلن أن هذه الفترة مناسبة جداُ لمحبي الغوص واكتشاف الأعماق،حيث يستمد البحر نوره من هذه القناديل البحرية ، نافياً أن يكون ظهورها بسبب ازدياد التلوث كما يشاع ، و مشيراً إلى أن القناديل البحرية ضرورية وتحفظ التوازن في الحياة البحرية حيث تعمل على فلترة المياه ، وتقضي على بعض أنواع البكتريا المتواجدة في المياه ، إضافة لأن هناك أسماكاُ صغيرة تختبىء بداخلها . فيما أفادنا الدكتور علاء الشيخ احمد، مدير فرع المنطقة الساحلية في الهيئة العامة للثروة السمكية والأحياء المائية، اختصاصي بيولوجيا البحار والمصايد : بأن معظم القناديل البحرية الموجودة في بحرنا قادمة إما من المحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق، أو من البحر الأحمر والمحيط الهندي عبر قناة السويس، وهذه القناديل تعيش دورة حياتها الطبيعية وتزور بحرنا كما هي العادة سنوياً بالتزامن مع ارتفاع درجة حرارة المياه في شهري تموز وآب ، كما تتابع الهيئة سنوياً وعبر لجان بحثية مختصة جولاتها لدراسة هذه الظاهرة وتغيراتها ، علماً أنه كان قد تم رصد قنديل البحر الرحال المهاجر من المحيط الهندي لأول مرة في سورية بعام ١٩٩٥ ، وتعد السلحفاة البحرية أحد أعداء القناديل الطبيعيين ، حيث تتغذى عليه و تتعرض أحياناً للموت لأنها تأكل الأكياس البلاستيكية ظناً منها أنها قناديل البحر ، كما أن زيادة حرارة البحار في نصف الكرة الشمالي ( البحر المتوسط) نتيجة الاحتباس الحراري العالمي جعلها بيئة دافئة ومناسبة لمعيشة أنواع القناديل المهاجرة من البحر الأحمر ، إضافة لزيادة الملوحة في البحر نتيجة زيادة حرارة المياه والتي شكلت عاملاً مساعداً لهجرة القناديل من البحر الأحمر. وأضاف د.الشيخ أحمد : بأنه لاداع لخوف المصطافين على البحر ناصحاً إياهم بالسباحة في المسابح البحرية التي تضع شباكاً لمنع وصول القناديل إلى أماكن السباحة المخصصة ، وأخذ الحيطة وعدم الاقتراب من القناديل كونها ( تلسع بمجساتها وخيوطها السفلية أما رأسها فأملس ناعم وبالإمكان مسكها منه ) ، وفي حال التعرض للسعات القنديل فيجب الخروج سريعاً من المياه ، وغسل الأجزاء المصابة بمياه البحر ، ومن ثم استعمال الخل بحيث يتم وضعه على الأماكن المصابة كلها ، واستخدام ملقط أيضاً لإخراج كل ماهو لاصق على الجلد لأنه سيحفر المكان الموجود عليه إذا لم يتم إزالته، ووضع ماء فاتر على الجسم كله أو على الأجزاء غير المصابة بعد أن تهدأ الأماكن المصابة، مع استخدام كريم مهدىء أو اللجوء للطبيب الاختصاصي في حال كانت الحالة تستوجب عناية أكبر ، حيث تختلف درجة الإصابة بلسعة القنديل حسب حجم الحيوان وقوة اللسعة ودرجة حساسية الجلد المصاب ، مع العلم أن معظم الحالات التي يتم تسجيلها هي من الإصابات الخفيفة والمتوسطة التي تتحسن بالعلاج المنزلي البسيط.
رنا الحمدان