الوحدة: 13-7-2022
في الثالث عشر من تموز من كل عام تُقيم الجمهورية الإسلامية الإيرانية المؤتمرات والنّدوات والمهرجانات العلمية التّخصصية في شتى الجامعات ومراكز البحوث العلمية الإيرانية، ومن أبرزها “مهرجان الخوارزمي الدّولي” بهدف كشف الطاقات العلمية المتميزة وتحفيز ودعم المبتكرين والتقنيين والباحثين المتميزين.
وفي هذا السياق، رصدت صحيفة ” الوحدة ” محطات بارزة في حياة الخوارزمي ضمن محور لقاء مع د. ريم سهيل صقر، دكتوراه في تاريخ الشرق القديم وعضو مجلس إدارة الجمعية العلمية التاريخية السورية التي حدثتنا عن نشأة الخوارزمي وإنجازاته العلمية وإسهاماته المتعددة في تطوّر الحضارة الإنسانية .
– بدايةً من هو العالم الخوارزمي؟ – هو محمّد بن موسى الخوارزمي، و يكنّى ( أبو جعفر )، من أشهر العلماء الفرس، وأصله من مدينة خوارزم التي كانت تابعة قديماً لإقليم خراسان الكبرى ؛ ولد على الأرجح حوالي 164 ھ / 782م وتوفي سنة 232 ھ/ 847 م ،حيث قَدِمتْ عائلته إلى بغداد للاستقرار فيها ، وكانت وقتها منارة العلم وقبلة العلماء من شتى الأنحاء والأصقاع،وخلال هذه الفترة ألّف العديد من الكتب في مختلف مجالات العلوم والرّياضيات، كما برع أيضاً في علوم الفلك والجغرافيا.
وقد أسهمت هذه المؤلفات بإحداث نهضة علمية بارزة في تلك الفترة.
– قدم الخوارزمي مجموعة واسعة من المعلومات و الاختراعات القيّمة في شتى العلوم والمجالات، ماذا عن أهمها ؟ – يعدّ الخوارزمي مؤسس “علم الجبر” كعلم مستقلٍ عن الحساب، فهو أوّل من استعمل كلمة “الجبر” للعلم المتعارف عليه الآن ، ولايزال يُنطق بهذه الكلمة في مختلف اللّغات الأوربية، وقام بالعديد من الأبحاث لدراسة و تطوير علم الرّياضيات الموجود لدى الإغريق و الهنود و ترجمها و أضاف عليها الكثير .
وقد أسهم باكتشاف بعض القواعد الرّياضية وعمل على تطويرها، مثل الطّريقة الهندسية لحل المربعات المجهولة،وهي ما أُطلق عليه اليوم المعادلات من الدّرجة الثانية،إضافة إلى أنّه مبتكر الأعداد العربية ، ويعود إليه الفضل بالتّعريف بالأعداد الهندية.
ويُلقب الخوارزمي ﺑ ” أبو الجبر” لإنجازاته الهامّة في هذا المجال التي كانت حجر الأساس في نشوء “علم الجبر” الذي يُعرف في اللّغات الأوربية Algebra ، وقد أخذ اسمه من كتاب الخوارزمي “حساب الجبر والمقابلة”، ويعود إليه إيجاد أول الجداول العربية عن المثلثات ( الجيب والتّجيب والظّل والتّظل)، حيث تُرجمت مؤلّفاته حول ذلك إلى اللاتينية في القرن الثّاني عشر الميلادي، وعُدّ الخوارزمي من خلال كتاب “مدخل إلى تاريخ العلوم” للمؤرخ الأمريكي جورج سارتن ؛ عالم الرّياضيات الأوّل في القرن التاسع الميلادي .
– باختصار ، ما هي أهمّ مؤلفاته وإنجازاته ؟ – كتاب الجبر والمقابلة،الزّيج الثاني (المشهور ﺑ “السّند هند” يحتوي على جداول حركة الشّمس والقمر والكواكب الخمسة المعروفة…) العمل بالاسطرلاب ( آلة فلكية قديمة) ، كتاب صورة الأرض ( جغرافية)، تقنين البلدان، السّند هند الصغير ( إعادة للكتاب الهندي المعروف باسم السّند هند الكبير )،كتاب الجمع والتّفريق بالحساب الهندي ، تصميم الأرقام بعدد الزّوايا التي يحتويها كل رقم.
إعطاء قيمة للصفر،حيث كان الصّفر موجوداً في الأرقام الهندية لكن من دون قيمة، نظام التّرقيم العشري،استخدم الرّسومات لتمثيل العمليات الحسابية، علم المثلثات ( الذي ارتبط في ذلك الوقت بعلم الفلك).
– ما مرتبة الخوارزمي علمياً و عالمياً؟ – الخوارزمي احتلّ المرتبة 26 في تصنيف 100 عالم مميز لجميع العصور، وبقيت كتب الرّياضيات في أوروبا لأكثر من مئة عام تبدأ بعبارة “هكذا قال الخوارزمي”.
– في الثالث عشر من تموز تُقيم الجمهورية الإسلامية الإيرانية فعاليات ومهرجانات متعددة باسم الخوارزمي ، ماذا عنها؟ – نظراً للإسهامات العلمية الكبيرة والمتعددة لهذا العالم الكبير،وأثرها الواضح في تطور العلوم الإنسانية ؛ تُقام في الجمهورية الإسلامية الإيرانية من كل عام فعاليات تكريمية له في الثالث عشر من تموز ، حيث تُعقد باسمه المؤتمرات والنّدوات والمهرجانات العلمية التّخصصية في شتى الجامعات ومراكز البحوث العلمية الإيرانية،ومن أبرزها “مهرجان الخوارزمي الدّولي” الذي يقدّم الجوائز القيّمة للعلماء والمّخترعين ذوي الإنتاجات العلمية والبحثية المتميزة بعدة مستويات ولمختلف الفئات العمرية داخل الجمهورية وخارجها.
ازدهار علي