التـّصوير الضوئيّ أين كان وكيف أصبح؟

العـــــدد 9323

الأحـــــــــــد31 آذار 2019

 

يعرف التصوير الضوئي على أنه عملية يتم فيها إنتاج صور أو مناظر أو مشاهد معينة بالاعتماد على مجموعة من التأثيرات الضوئية، ومن المعروف أن التصوير الضوئي هو المرادف لفن الرسم القديم ، فمن خلال العدسة يقوم المصور بوضع تصوره إلى اللحظة الملتقطة من خلال عدسته وهو أيضاً عملية إنتاج صور بواسطة التأثيرات الضوئية.. والإنسان منذ بداياته عشق التصوير بدءاً من النحت إلى الرسم وصولاً إلى التصوير الفوتوغرافي.. ومن هنا بدأت مرحلة مهمة في تاريخ البشرية وهي توثيق الأحداث والوقائع مما يشكل عامل إثبات شديد الأهمية للتاريخ بأسره.
حول هذا الفن وتاريخه وقيمته الفنية، التقينا بفنانين امتهنوا التصوير الضوئي وأثبتوا جدارتهم في هذا المجال ليحدثونا عن تجربتهم وعن رأيهم بهذا الفن فكان الآتي:

منير كباس:
التصوير الضوئي الفوتوغراف ذلك العلم السهل التداول حتى على الذي لم يدرسوه باعتباره يجمع خصائص العلم والفن فهو يواكبنا منذ نعومة الأظافر، بولادتنا، رأينا النور شعاعاً والأرض والإنسان وسرعان ما تأخذ هذه الرؤية بالتحول إلى صور تزداد يوماً بعد يوم، فالتصوير عمل إنساني قبل كل شيء، هو تصوير للمجتمع تصوير للحياة التي نعيشها دون إمكانية التخلي عنها ولو للحظة واحدة، وإذا كان التصوير فناً فإن إنتاج الصور علم بالدرجة الأولى فلنسبر أعماق ذلك العلم، ويختلف التصوير اختلافاً واضحاً عند تقويمه عن باقي العلوم الأخرى، فهناك من يقيمه على أنه فرع من الكيمياء وآخرون يرونه نتاج الطبيعة الضوئية وعلوم العدسات ومنهم من ينظر إليه كنوع من الرياضة، في حين هو للفنان الضوئي عمل تشكيلي، في الحقيقة هو مزيج من الأربعة فهو وليد العلوم الإنسانية الثلاثة الكيمياء والطبيعة والرياضيات، إضافة إلى أنه فن تشكيلي، وإذا كنا ما نزال في الوطن العربي نبحث في أوليات علم التصوير الضوئي هذا لا يعني مطلقاً أنه غريب عن علمائنا، فالحسن بن الهيثم استطاع أن يثبت أن الضوء يسير بخطوط مستقيمة، كما اكتشف الحدث الأهم في عالم التصوير وهو الصندوق ذو الثقوب الذي ولدت منه فيما بعد آلة التصوير، لا نستطيع أن نقول إلا أن هذا العلم هو نتاج عمل أفراد ومجموعات من أماكن متفرقة وبالتالي هو نتاج حضارات متعددة ولهذا فإن علم التصوير الضوئي ينتمي للعالم أجمع وعلينا أن ننهل منه، ونستفيد ونشجع فيه مجال البحث والتطوير لخدمة وطننا فهذا العلم المبني على أهم ثلاثة علوم التي سبق ذكرها عاود بعد رسوخ دعائمه ليردّ بعضاً من الفضل اسهاماً منه في تطوير العلوم الأخرى، مثلما يسهم في إثراء الإنسانية فكراً وفناً وأمناً، فآلة التصوير بندقية أيضاً نسدد بها ونقتل إلا أن الضحية تكون الزمن فقط لتخلد الحياة بشكلها الآني.

أما التصوير من الناحية الفنية فقد أصبح أمام علامات استفهام خصوصاً أن التصوير الضوئي غدا سهلاً وبسيطاً في عصر التقنية العالية الذي نعيشها، لكن كم من مرة تعجبك صورة وفقت في التقاطها فتتمنى لو أن كل الصور التي تأخذها تكون بتلك الجودة والروعة التي يحددها التكوين الجمالي للصورة، إن التكوين الجمالي للمنظر من أبرز العناصر التي تفاضل بين مصور وآخر، فآلة التصوير تكون دوماً في مركز الكرة وإمكانيات التصوير هي السطح الداخلي لتلك الكرة، والمصور الفنان من يستطيع اختيار عدد قد يكون قليلاً من الزوايا تظهر التكوين الجمالي لذلك السطح ورغم وجود قوانين للتكوين الجمالي مستنتجة من تحليل لوحات رسامي عصر النهضة، إلا أن هذه القوانين تعدّ مقياساً نسبياً بالدرجة الأولى، فالقواعد التي تحكم العلاقة بين الكتل والخطوط والمسافات، كسرها فنانون وصلوا إلى نتائج تشكيلية باهرة، بينما قلدها فنانون آخرون فغاصت أعمالهم مع النسيان، فالتصوير الضوئي يختلف عن الرسم عندما يحاول رسام إعداد لوحة عن مشهد ما لابد له من إلقاء نظرة شاملة وتفصيلية لهذا المشهد للإلمام بشكله وخطه وتركيبه قبل البدء في وضع نقاطه الأولى على الورق مستبعداً أو مضيفاً ما يرغبه لتوليد صورة كاملة فيها روح الرسام نفسه، أما بالنسبة للمصور فالصورة تأتي جاهزة وتامة بطريقة سريعة وهذا يعطي سطحية للعمل، إذاً متى نعدّ العمل الذي قمنا به فناً مبدعاً؟ نحن نعرف أن الإبداع ينطلق دوماً من الإقرار بنقص المعرفة لدى أحدنا وهكذا عندما نجد أنه لابد من تصوير هدف ما وخلال السعي إلى هذا الهدف لابد من معايشته.

فالتصوير يعدّ فناً عندما يدخل باب الإبداع الذي عرفه المصور الضوئي (جون بلاك مور) الإبداع يعتمد على محاولة بناء فهم أو معرفة ناتجة عن الاتصال بين الذات والآخرين معتمدين على صلة للوصل، آلة التصوير بما تحويه.
إليان شكور – مصور ضوئي:
عام 1827 أنتج الفرنسي جوزيف نيبس أول صورة فوتوغرافية مثبتة ودائمة وبعد عشر سنوات من العمل الدؤوب لتحسين الصورة الفوتوغرافية أعلن الرسام بول دولاروش: لقد بدأنا عهد التصوير الفوتوغرافي ومات عهد الرسم.
في الحقيقة عند الحصول على الصورة الأولى لم يكن أحد يتخيل إلى أين سيصل هذا الاكتشاف الجديد، كما لم يكن أحد يتخيل كم وكيف سيكون التطور المذهل للعالم خلال المائة سنة التالية للصورة الضوئية الأولى.

وإذا كانت لوحة الرسم ولوحة التصوير الضوئي تتطابقان من حيث الموضوع – الضوء – الإطار إلا أنهما يختلفان من حيث تقنية الأدوات المستخدمة ومع ذلك فإن أبسط أنواع الرسم هو التصوير بالفحم وآخرها هو الرسم بالضوء (التصوير الضوئي) وعلى الرغم من أن عهد الرسم لم يمت بل استمر بقوة وتجدد ولكن التصوير الضوئي أيضاً استمر بقوة وتجدد وبشكل أسرع وأعمق وذلك بسبب ارتباطه بتطور علوم الفيزياء والكيمياء، وأخيراً ارتباطه بتقنية عالم الديجيتال (الرقمي) وذلك من حيث شدة وضوح الصورة ومن حيث توسع مجالات استخدام الصورة فأصبحت الصورة الضوئية أشد وضوحاً من الرؤية بالعين البشرية وخاصة في عالم الماكرو والتصوير المجهري والعمليات الجراحية وعالم الفضاء والحركة البطيئة، وإذا كانت محطات تبث الأخبار سابقاً تعد وتبث أخبارها بعد حصول الحدث فقد أصبحت اليوم وبفضل الكاميرا تبث الحدث خلال حدوثه بل أصبحت ومنذ حوالي الخمس سنوات تبث الحدث قبل حدوثه من خلال طائرات مسيرة مزودة بكاميرا عالية الدقة وموصولة إلى الأقمار الصناعية أو مركز المراقبة والمتابعة.
وليس أشد وضوحاً لأهمية الصورة الفوتوغرافية إلا الأجهزة الخلوية التي أصبحت بها جودة الكاميرا عاملاً مهماً من أجل التسويق للجهاز وشرائه وهو لاشك أسهم بشكل كبير وفعال في انتشار والتقاط الصورة وفهم أهميتها ولكن للأسف دون فهم واضح لآلية عمل الكاميرا أو كيفية التحكم في التقاط الصورة الجيدة في جميع مجالات عمل الكاميرا، عند التمكن من التعرف على آلية عمل الكاميرا وفهمها سواء كانت كاميرا الفيلم أو الديجيتال فإن هذه المعرفة تزيدنا قدرة على التقاط الصورة كأعمال فنية (لوحات) وبذلك تتحول الكاميرا إلى أداة تعبير عن رؤية المصور للعالم ومواضيعه المختلفة ولكن موضوع تقنياته وأدواته المختلفة، ومن هنا جاء التخصص في التصوير الضوئي جاعلاً منه عملاً صعباً يحتاج للكثير من المعرفة والخبرة وأيضاً فهماً خاصاً للحياة برمتها، إذ كلما كانت هذه المعرفة عميقة لدى المصور استطاع إظهار هذه المعرفة من خلال الصور التي يلتقطها معبراً ليس فقط عما يراه بل وأيضاً عما يفكر ويشعر به ويحبه ويريد أن يجعل العالم كله يراه وكأنه يقول: هناك أشياء جميلة في هذا العالم وأنا أراها وأريدكم أن تشاركوني الفرح في رؤيتها، وتابع قائلاً: ليست كل مواضيع التصوير الضوئي جميلة فالحروب لا يمكن أن تكون جميلة كقيمة جمالية ولكن صور الحرب هي صرخة المصور للتعبير عن المآسي والقذارة والدمار الناتج عن الحروب وأسيادها وتحث البشرية على البحث عن الأمن والسلام، على المصور أن يحب التصوير الضوئي وأن يستمتع به ويمزج شعوره حتى أقصاه في كل صورة يلتقطها لتكون معبرة عنه بأكمل رؤية وشعور تميزه عن غيره من المصورين حتى ولو التقطوا نفس الصورة.
من الصعب القول: إن التصوير الضوئي يمكن أن ينتهي أو يتوقف عند حد معين فأولاً: مواضيعه هي مواضيع الحياة المختلفة وهي عديدة جداً، وثانياً: التطور العلمي الدائم الذي يفتح كل لحظة مجالات وإمكانات هائلة جديدة.
ثالثاً: زاوية التقاط الصورة وزاوية ورود الضوء وإطار الصورة كل ذلك يجعل عدد الصور التي يمكن التقاطها لا نهائي.
– إلى أين سيصل التصوير الضوئي بعد كل ذلك؟ لا أحد يدري، فالتطور السريع يجعل من المستحيل التكهن بذلك، فكلما توقفنا للتأمل سبقنا التطور العلمي بأشواط بعيدة تعيدنا إلى فترة تأمل جديدة وهكذا .. وهكذا ..
عصام أبو الصنايع – مصور ضوئي:
التصوير الضوئي عالم فني واسع فرض نفسه على هامة الفنون الأخرى كما أن النحت هو فن الرسم بالأدوات على الصخور، والرسم الزيتي هو فن الرسم بالألوان، فإن التصوير الضوئي هو فن الرسم بالعدسات والصورة الضوئية هي وثيقة هامة لنقل التفاصيل الدقيقة بكافة مجالات الحياة ومن خلال هذه اللقطات الفنية، انتقلت إلينا أشكال متعددة من العادات، وأشكال البنيان، وما إلى ذلك من ضرورات الحياة التي كانت سائدة منذ بداية التصوير إلى الأن.
والتصوير الضوئي نقل المخزون الداخلي والأحاسيس الإنسانية عبر الكاميرا، لالتقاط العالم الخارجي بمضامينه الرائعة وهو الأقدر والأجدر على إيصال الرسالة الصحيحة.
والصورة الضوئية تغني بمضمونها عن آلاف الكلمات التي تصف وتحلل الحديث، فالصورة ومنذ اختراع الكاميرا على يد الفرنسي (لوسي ج داغبر) عام 1839 تعدّ عنصراً ثقافياً ينقل المخزون الداخلي ويترجم الأحاسيس الداخلية للمصور، كما ترجمت لوحة (الموناليزا) الأحاسيس الشخصية للفنان العالمي (ليوناردو دافنشي) وهي التي خلدته من بين لوحات كثيرة رسمها.
اقتنيت الكاميرا عام 1977 وكنت ألتقط من خلالها بعض الصور أثناء الرحلات المدرسية والعائلية، وفي عام 1985 جذبتني بعض الصور والمناظر القديمة لمدينة اللاذقية وقمت باقتنائها من أحد المصورين فحصلت على أرشيف المصور طوروس وارطنيان الذي قام بتصوير مدينة اللاذقية بجهد منقطع النظير من آثار وساحات.
وهذا شدني إلى المبادرة بتخليد هذه الصور القديمة للاذقية من خلال مقارنتي للصور القديمة بصور جديدة بنفس الزاوية الملتقطة من حارات قديمة، وساحات أو مرافئ وقناطر ومواقع أثرية وتاريخية، وكان الفضل الأول بتشجيعي لجمعية العاديات باللاذقية، الذي أسهم رئيس الجمعية آنذاك الباحث المرحوم جبرائيل سعادة فقدمت محاضرات عديدة بهذا الخصوص وقمت بتوثيق حوالي 30 ألف صورة ما بين الأبيض والأسود والسلايدات، والملون وآخرها بالفيديو.
ولا أزال أوثق بالصور وتجاوزت حدود مدينتي اللاذقية إلى باقي المحافظات والمواقع الأثرية كما قمت بتنظيم والمشاركة بأول معرض عام 1990 بشعبة الحزب هذا المعرض كان بعنوان اللاذقية بين القديم والحديث حيث قدمت الصور لمقارنة بين القديم والحديث.
كما شاركت بعدة معارض على مستوى المحافظة وخارجها وكان لي الشرف بدعوتي للمشاركة في معرض يمثل البيئة في سورية التابع لمنظمة الأمم المتحدة لأعوام 1993-1994-1995 ثم قمت بدراسة تاريخية لهذه الصور القديمة لمدينة اللاذقية وأصدرت أول كتبي بعنوان: اللاذقية في ذاكرة التاريخ عام 2002 وتتالت المؤلفات وبعضها ترجم إلى الفرنسية والإنكليزية.
أديبة عبود – تصوير ضوئي:
عشقت الطبيعة بكل تفاصيلها الكبيرة والصغيرة عشقت جبالها بحرها سهولها هضابها حتى أبسط العناصر الموجودة فيها تستهويني وتشد انتباهي سافرت في أجوائها وفي قلبي ووجداني عشق للسحر والجمال، غصت في أعماقها بقلب يملؤه القوة والجرأة وحب المغامرة والاندفاع دون التفكير بعواقب الاندفاع اللامحدود.
فن التصوير الضوئي هو عالمي ومتعتي وأحد أهم الأسباب التي تجعلني سعيدة وعاشقة للحياة .. جلّ سعادتي هي مشاهدة واكتشاف سحر الأماكن وهذا السحر لا يعرف قيمته إلا من عاش اللحظة وحين ألتقط وأفوز بصورة بعد عناء وصراع مع إمكانية التقاطها حينها أشعر بسعادة لا توصف.
لم يمضَ وقت طويل على مشواري في التصوير الضوئي لم أجد نفسي إلا وأنا أخوض غمار هذا البحر الواسع بثقة تامة بموهبتي تعلقت به كثيراً إنه عالم آسر يبث الفرح والسكون في النفس عالم يجذبك إليه بطريقة لا يمكنك تجاهلها وخلال تجوالي في الأماكن المختلفة يدور في رأسي العديد من الأفكار ولكن الإبداع يكمن بالاختيار الصحيح والمدروس، فعندنا يكون الاختيار صحيحاً حتماً سيفوز المشهد والفكرة بنجاح كبير.
لعل هذا الغنّى كان معشعشاً في داخلي منذ زمن ولكنه لم يتبلور ويظهر للوجود إلا منذ فترة ليست بالبعيدة كما قلت، فعملت على تطويرها ليغدو مشروعاً لم أكن أتخيل مدى الفائدة المعنوية وليست المادية لأنني لم أمتهن التصوير الضوئي من أجل المال بل من أجل نفسي فقط لحظة التقاطي لمشهد ما ينتابني شعور بأنني أمسكت الزمن وأوقفته وكيف لا، والتصوير هو لحظة ربما لن تتكرر لذلك يجب أن يتمتع المصور بدرجة تركيز وانتباه وحساسية كبيرة، عليه أن يجيد اختيار الوقت المناسب والزاوية المناسبة وأهم ما يجب أن يتميز به المصور هو الصبر وعدم الملل وهذا ما أمتلكه وهذا ما أوصلني إلى ما أنا عليه الآن، جميع صوري ولوحاتي طبيعية بعيدة عن ما يسمى فن الفوتوشوب هي لوحات عفوية بسيطة لكنها تحمل الكثير من عناصر الجمال وحصدت لوحاتي جوائز عديدة في مسابقات للتصوير الضوئي عبر مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي ووصلت إلى المرحلة الذهبية وهذا يعود إلى متابعتي وإصراري على إثبات نفسي في هذا العالم الجميل.
مستلزمات التصوير بين الماضي والحاضر
تماشياً مع متطلبات عصر الانترنت والتكنولوجيا وجدت الكاميرات الحديثة مكانها في الهواتف المحمولة لتخلد ذكرياتنا القديمة والجديدة وتحفظ مشاريعنا وأحداثنا المهمة بعد أن كانت حكراً على أماكن التصوير الخاصة بأحجام كبيرة وأيام من التعب والدقة المضاعفة للحصول عليها فضلاً عن كونها حكراً على أشخاص معينة، أمّا الآن فهي في متناول الجميع الصغار قبل الكبار.
المصور عبد القادر نيسانة
خريج أدب إنكليزي ومنسق في جمعية صنّاع السّلام وجمعية المقعدين و(أصدقاؤهم) لديه شغف بمهنة التصوير فدخل هذا المجال منذ عام ٢٠٠٩م سواء مع الجمعيات أم بشكل منفرد بالتقاط صور معبرة من الحياة اليومية للشارع السوري أو صور مناظر طبيعية فهو يجد أن التصوير قديمٌ كان له متعة أكبر وخصوصاً أن الفيلم كان محدداً بعدد لقطات معينة وبحاجة لبراعة المصور ومرحلة تحميض الصور التي كان فيها متعة أكبر .

فهل المصور اليوم بحاجة لأن يمتلك أحدث التقنيات ليلتقط صورة جميلة؟
أكد عبد القادر من خلال تجربته أن سوق العمل يتطلب اليوم تقنيات أكبر وأردف قائلاً: أنا أستخدم كاميرتين: كنون من نوع PSNR وكاميرا باناسونيك من طراز ميرور، فالحصول على الدقة في الصورة يتطلب اختيار الأحدث ولكن المصور الناجح لا تعيقه الأدوات فهو بنظري بحاجة لثلاث أساسيات: العين المميزة أي امتلاك نظرة مختلفة للأشياء المحيطة به تميزه عن غيره من الناس العاديين، الأكاديميات أو قواعد التصوير وأساسيات التعامل مع الكاميرا أي قواعد أكاديمية في تاريخ التصوير واقتناص اللحظة المناسبة والتعديل وفق أسس للحفاظ على الصورة الحقيقية وإبراز جمالياتها وهذا ما يميز المصور المحترف عن المصور الهاوي؛ والأهم من ذلك الاجتهاد، فالمصور الناجح قادر على خلق أفكار جديدة .
وهل حدّت كاميرات الهاتف المحمول من عمل وأهمية كاميرا المصور؟ أجاب: أنا لا أرى أن كاميرات الموبايل تنافس سلباً كاميرا المصور المختص بل هي توثق الصورة بسرعة أكبر تماشياً مع متطلبات عصر السرعة وعلى العكس تسهم في تطوير صناعة الصورة والتقاط صور أجمل وأفضل .
فهل الفوتوشوب صديق أم عدو الصورة؟ أجاب: إنّ معظم المصورين يلجأون للفوتوشوب وبرامج التعديل ولكن بالنسبة لي هما الصديقان الغير محببين فانا أفضل استخدامهما بطريقة طبيعية أقرب للأشخاص بحيث لا يطغى التعديل على الصورة فتخرج عن مصداقيتها.
وماذا تحتاج اليوم مهنة التصوير في سورية ؟ أجاب: إن التصوير حالياً بحاجة لدعم المصور أولاً وتشجيعه من قبل المجتمع وإقامة المعارض وورشات العمل الجماعية فهو سبق ودخل ورشات عمل في سورية وورشات في لبنان وتعلم فنون التصوير على الانترنت بمبالغ مأجورة لكسب خبرات أكبر، فالمعارض تسهم في توسيع الخبرات وعرض إمكانيات المصورين، فالتصوير هو مهنة، وليستمر نحن بحاجة لمعارض أكثر من الوجود على صفحات التواصل الاجتماعي والترويج للفكرتين مثل بعضهما من دون أن تغلب إحداهما على الأخرى، ومن أشهر أعماله التي شارك بها صورة بورتريه جزء من ألبوم فيه ست شخصيات بالأبيض والأسود بعنوان «التسويق للأمل» تحمل صور ستة أشخاص سوريين من مدينة اللاذقية كانوا مميزين وخصوصاً في سنوات الأزمة الثمانية الصعبة التي مرت على سورية .

ريم ديب – رهام حبيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار