الوحدة 2-7-2022
لطالما أُعجبت ببيت الشّعر الشهير لشاعر النيل حافظ إبراهيم حين قال: العلم يبني بيوتاً لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العزّ والكرم فقد ضمّن الشاعر كلماته هذه معاني جدّ جميلة عن العلم و مكانته الاستثنائية في بناء شخصية المجتمعات، كما الإنسان.
ولا فكاك أبداً في عملية البناء هذه من الاعتماد بشكل محوري على العلم والمعرفة. لأن الأخلاق و العلم هما جناحا التطور و التقدم في صيرورة الحضارة في كل وقت وحين.
ومن الجميل بمكان أن تكون قضية الاهتمام بالعلم و التهافت عليه قضية تثمين عالٍ لقيمته و ماهيته، لا أن تكون مسألة استثمار اقتصاديّ أو مسألة نفوذ فقط. إن إيلاء العلم و المعرفة الأولوية القصوى هو السبيل الأجدى لبلوغ الأفضل دائماً، والاستثمار المعنويّ والإنسانيّ والاقتصادي فيهما يمضي بالمجتمعات والدول نحو الرقي و التقدم بلا ريب. لذا ندرك حدّ اليقين بأن دعم الكتاب وتوفيره – علمياً كان أم ثقافياً و معرفياً – و نشر ثقافة القراءة، وتوفير الأرضية الذهنية و اللوجستية ينقل المجتمع نحو مساحات رحبة من التحضر الذي يوفّر للمجتمع جيشاً من أصحاب الفكر الراقي و النيّر، الأمر الذي يسهل ويدعم بقوة خطط الدولة نحو نقلات نوعية متواترة للارتقاء و التقدم و التحلل من الآثار الكارثية للتخلف والجهل، والانعتاق من كل ما يعيق السعي نحو واقع ثريّ فكرياً و معرفياً، يأتي أكله في كل مناحي الحياة وصولاً إلى أقصى حدّ من سعادة الفرد و رفعة المجتمع.
وكما بدأنا مقالنا هذا مع شاعر النيل، نختمه مع شاعر دجلة معروف الرصافي حين قال: فكلّ بلاد جادها العلم أمرعت رباها وصارت تنبتُ العزّ لا العُشبا.
نور محمد حاتم