الوحدة 2-7-2022
الموت والحياة ليسا مقولة أو مفهوم أو أفكار هما واقع حمل جدلية الكون برمتها, ونقاشه ضمن عرض مسرحي لا يحتمل التأويل فيه تأويل, إنما هو صراع داخليّ نفسي لحاجة الإنسان إلى المحبة, المحبة التي تُبقي الأثر الطيب لهذا الإنسان الزائر.
يُقال في مقتطع من النص في هذا العمل :” سأموت ومعي ثقل الكون الذي لا يُطاق سأمحو كل القلوب المنفطرة وسينمحي الماضي المتراكم وسيصبح التاريخ غباراً “. “الأموات خارج هذه المقبرة أكثر من داخلها”.
* حول هذا النص ومقولته كان لنا هذا الحوار مع مؤلف العمل ومخرجه، وبعض الممثلين:
* مؤلف العمل ومخرجه نضال عديرة، قال :”هذه المسرحية تناقش الجدل في النقيضين, فكرة الحياة والموت, ومقولة الفلسفة التي تقول: الحياة والموت واحد، وكما نعرف أنّ الدراما تقوم على صراع الخير والشر,هنا الصراع يختلف بين الخير والشر,هنا الصراع داخلي, نفسي بين الحاجة للأحبة, هذه المقبرة الموحشة والتي تشابه الشخص الوحيد, حارس المقبرة الذي يمثل حلماً , وأحببت أن أغير مفهوم المسرحيات المقدمة فشارك بالعمل المسرح الراقص, فالأغلبية كانت تعتمد طريقة الراوي ويتم بعدها الرقص على هذا الأساس, أنا هنا أدخلت النص المسرحي مع الرقص التعبيري أي مع الراقصين والممثلين لتتكامل فكرة النص لموضوع عميق هو الموت والحياة بكل جوانبهما من الطفل إلى المراهق إلى الكبير مع كل المشاعر التي يحتويهما الذكر والأنثى, لأن الكل بحاجة إلى الحب, إذا كان حيٌّاً أو ميتاً، لذلك كان التعاون بين فرقة أليسار للمسرح وفرقة أوغاريت للرقص بإدارة مؤسسها عقبة وكيل, حيث تمازجت الآراء لتقديم وترجمة الحوار حين لا يكون هناك حوار أو كلام.
في البداية كانت تدريبات الرقص وتدريبات الدراما منفصلة ثم أصبحت مشتركة من خلال دمجهم , ليتم تقديم العمل بما كان عليه في العرض.
* والوحشة التي عاشتها سورية في السنوات المؤلمة الماضية, كيف تقاربها في هذا النص؟ – هي دعوة إلى الحب لأننا لن ننتصر إلا بالحب. الحب هو درب البناء لكل جوانب وميادين الحياة في الأوطان.
* الحاجة الأولى للبشرية هي الحب ,لماذا يلهث الإنسان في اتجاه آخر هو المال , و ماذا يبقى بين مفهوم الحب والمال؟
– لا يستطيع أن يحب الإنسان الجائع, فما بالك إذا كان جائعاً للحب، وهذا ما أتطرق إليه بهذه المسرحية,عندما يفوت الأوان هنا يحس الإنسان بما فاته, فاللهاث وراء الأشياء أبعده عن الاستمتاع بالحياة.
* زينة عساف شاركتُ هنا بدخول للمسرح مرتين أولهما عندما آتي بالحلم لحارس المقبرة الذي يظن أنه حيّ بينما هو ميت منذ زمن، وأنا أقول له وأوجهه بأن الحياة والموت هما فكرة, بمعنى أن الحياة قد تحمل شكل الموت لأشخاص كثر, وأيضاً جوانب من الموت تحمل الحياة كالشهادة والإبداع مثلاً, والدخول الثاني عند موت صبية كانت تعيش حالة حب كبير مع شخص فرقهما الموت والحب كمفهوم هو الحاجة الأهم في حياتنا للطفل والشاب والمراهق والأزواج ضمن الأسرة والأوطان.
* أوس غدير : المسرحية بالعموم مسرحية فلسفية وشيء جديد كفكرة ربما تكون للبعض مبهمة وغير مفهومة، لأنه من الصعب فهمها لكافة الجمهور باعتقادي,وقليل مايتم تقديم أعمال مسرحية راقصة، وهذا شيء جديد ودائماً يكون التنوع جميلاً ، حيث حب الفضول للحضور حتى كرؤية بصرية خاصة وسينوغرافيا وإضاءة ,دوري كحجم ليس دوراً كبيراً ولكن يعني بمضمون كبير بحواره للشخصية الرئيسية والتي هي دائماً تقدم نصائح لحارس المقبرة,هو طيف الشخصية الرئيسية بالعمل,هي شخصية غير موجودة أي شخصية وهمية لكنها تزور شخصياته الأساسية حتى تذكرها ببعض الأمور ومن خلال الحوار يقول الطيف:” أنا ولا شي خواء عدم أنا لست أحداً.
سلمى حلوم