لامكان للمشاريع الجديدة حالياً للموارد المائية في القرداحة… والأولوية لاستكمال المشاريع القديمة

 خلال استضافة جريدة الوحدة للمهندس فراس حيدر، مدير الموارد المائية في محافظة اللاذقية في لقاء مفتوح، جاءت إجاباته على الأسئلة الموجهة له عن محور منطقة القرداحة مشابهة للواقع المعاش بلا ألوان وردية. حول مضخة سلورين والتي تتغذى كهربائياً من محطات الموارد المائية، وأعطال الكهرباء التي قد تبقى لعدة أيام دون إصلاح كما كان يحدث شتاء وحدث أيضاً في العاصفة الأخيرة ماينعكس سلباً على المواطنين

والقرى التي تتغذى مائياً من هذه المحطة ويتجاوز عددها ١٣ قرية، أجاب المهندس حيدر : ضمن الإجراءات التنسيقية التي تمت عبر الوزارة يتم إعفاء خطوط الضخ صيفاً من التقنين، ومحطة سلورين تابعة لمؤسسة المياه وبالتنسيق، تم تزويدهم من خطوط الضخ القريبة المعفاة، رغم أنه لديهم خط أساسي ويجب أن يكون لديهم مولدات ديزل، ولكن ماحدث أثناء العاصفة أن خط التقنين فصل ولم يخبرونا مباشرة، لأن حل الموضوع لم يكن يكلف سوى اتصال هاتفي من مؤسسة المياه معنا أو مع شركة الكهرباء ولكننا لم نعلم بالأمر سوى بعد خمسة أيام، وقد أرسلنا الورشة لإصلاحه مباشرة وحالياً الخط بالخدمة، وأضاف نحن أخرجنا خط التقنين خارج الخدمة لأن المطرتين الأخيرتين ترافقتا بهطول جيد مما دفعنا لإيقاف عملية الري في كل السدود، ومن باب الأمان على خطوط التوتر العالية التي نستمد منها الكهرباء نقوم بفصل القواطع الأرضية باتجاه المحطات لتبقى بأمان في حال حدوث صاعقة أو أي حدث قد يؤثر عليها. وحول التأخير في إنشاء سد في قرية نيننتي رغم حاجتها الشديدة لوجود أي مورد مائي وقد تم إجراء الدراسة منذ حوالي عامين وحسب الأهالي فإن الشروط متوفرة لإنشائه من التقاء جبلين لحجز المياه ووجود مجاري مائية جيدة تفي بالمطلوب، أجاب المهندس فراس حيدر: الأهالي وصفوا الظاهر فقط ولكن في الجيولوجيا كل الطبقات مشققة ولايوجد فيها تكتيم ولذلك غالبية المشاريع مرفوضة فنياً حيث أن ريفي جبلة والقرداحة من أكثر المناطق التي نعاني فيها في موضوع السدات المائية، لافتاً أنه حسب الدراسات فإنه يوجد بقعة صغيرة على حد ناحية الفاخورة فيها تشكل جيولوجي صغير فيها ماء في كل ريف القرداحة وماعدا ذلك لا يوجد، والحل في تأمين الماء لهذه القرى هو النقل من مناطق أخرى إلى القرى التي لاتتوفر فيها موارد مائية، وأضاف منذ ٢٠٠٤ تم دراسة ٢٠ سداً في ريفي اللاذقية وطرطوس نفذ منها ٤ سدود اكتملت أضابيرها الفنية، وهناك سدود أوقفت من المرحلة الأولى مثل السد الذي كان من المقترح تنفيذه في مدينة القرداحة لأنه لا يمكن معالجة الوضع الجيولوجي، وهناك سدود أوقفت من المرحلة الثانية لأن المعالجة جعلت الجدوى الاقتصادية غير مجدية، وأكد بأننا في أمان فلا يتخوف أحد في موضوع الموارد المائية مضيفاً بأنه في حوض الساحل مازال العمل يتم على استثمار الموارد السطحية وتجميعها، علماً أنه يوجد نقاط فيها ماء بغزارة في الساحل السوري وهي متروكة للأجيال القادمة، والحوامل الجوفية حوامل مغلقة ومعطياتها مؤكدة وسيتم اللجوء إلى استخدامها في حال ظهر نقص واضح في الموارد الحالية السطحية. وفيما يخص بعض الآبار التي حفرت في المنطقة وكلفت الدولة ملايين الليرات ولم تعد على الأهالي بأي نفع أو نتيجة إيجابية ترجى، أجاب: في علم الجيولوجيا عالمياً وفي الإحصاءات من يدرس عشرة آبار ويظهر في اثنين منها ماء فهي تعد حسب الجدوى الاقتصادية دراسات ناجحة، وأشار إلى المعطيات التي يتم على إثرها حفر الآبار وهي خريطة جيولوجية مقياسها واحد على خمسين ألف حيث يقوم المهندس بأخذ الإحداثيات للبئر الذي سيتم حفره وينزلها على الخريطة لأخذ الدقة فيظهر لديه مقطع يقول هناك احتمالية متوسطة أو ضعيفة أو جيدة لوجود مياه على عمق وسطي مابين ( ٢٠٠ و ٢٥٠ م) مثلاً وعلى هذا الأساس يتم حفر الآبار، لافتاً أن البرامج الهندسية حالياً تقلل هامش الأخطاء. وأضاف بأن هذه الآبار التي تتهم بالفشل يتم اعتبارها في مديرية الموارد إضافة لبنك المعلومات المائية وتحفر على أساس أنها آبار استكشافية وليست هدراً، وهي نقطة معطيات جيولوجية وهيدرولوجية لمؤسسات الدولة وكل هذه الأمور تتم عبر لجنة مشتركة، مؤسسة المياه شريك رئيسي فيها، والدراسة الفنية تتدخل فقط في تحديد نقطة الأمان، ولفت لوجود تطور في أجهزة الجيوفيزيا موجودة لدى الهيئة في دمشق يرسلوها لنا عند الطلب. وفي سؤالنا الأخير عن مشاريع المديرية في منطقة القرداحة وهل هناك أي بشرى نزفها لأهالي المنطقة حول فتح آبار جديدة أو توسع في شبكات الري لتشمل قطاعات جديدة أو ربما تنفيذ سدود أو سدات تنهي وجع أبناء المنطقة وتحد من حاجتهم لمياه الشرب أو الري، أكد : أنه لايوجد توسع في شبكات الري ومن يزرع من أهل المنطقة عليه أن يعتمد على الزراعات البعلية أو زراعات تعتمد على ري تدعيمي، وعليهم توجيه الزراعة حسب إمكانية الري، وحول فتح آبار جديدة أشار أنه يتم التركيز على دراسة نبع عنانيب لتنفيذ مشروع حيوي عليه يروي القرى المجاورة، لافتاً إلى أنه في ريف القرداحة فإن المنطقة الوحيدة التي تظهر فيها مياه جوفية هي على تشكلات البازلت وفيها صخور اندفاعية مثل جورة الربند باتجاه مقامات بني هاشم وقد وجهنا إلى أهمية هذه المنطقة وطلبنا منهم أن يضعوها كهدف لتغذية القرى المجاورة في الأيام القادمة، وأشار أن موازنة مؤسسات الدولة تتجه خلال الثلاث سنوات الأخيرة إلى استكمال المشاريع التي تم البدء بها وإكمالها، مثل سدي برادون والشيخ حسن وإجراء عمليات الصيانة للمنشآت القائمة ومن ثم تجهيز الدراسات لفتح مشاريع وسدود جديدة.

سناء ديب
ت: باسم جعفر
تصفح المزيد..
آخر الأخبار