الوحدة : 30-6-2022
مجلة أسامة اسم في الذاكرة لا تمحوه السنوات مهما تقادمت عليه وعتقته بنفحات ذكرياتها ، فمجلة أسامة تعني مسيرة من العطاء والعمل المستمر في سبيل احتواء الطفولة وعالمها الجميل، مجلة أسسها كبار شخصيات الأدب والفكر والفن السوري بخبراتهم وتجاربهم الغنية بالعطاء المبدع والخلاق، من أجل تنشئة طفل واعد بالمستقبل .عن هذه المسيرة العابقة بالأصالة والقيم الجميلة والمواكبة لروح التطور والحداثة ، نقتطف في هذه السطور أجزاء من حديث رئيس تحرير مجلة أسامة الشاعر قحطان بيرقدار في حوار سابق له مع جريدة الوطن ، قائلاً : مجلة أسامة مجلة سورية عريقة، يعود تأسيسها لعام 1969، ومن حسن الحظ أن من قام بتأسيسها مجموعة من الأسماء السورية العملاقة، سواء في الأدب أم في الرسم والتلوين، منهم سعد الله ونوس كرئيس تحرير للمجلة، والكاتب عادل أبو شنب، والفنانون التشكيليون ممتاز البحرة، لجينة الأصيل، ونذير نبعة. هذه المجموعة كرّست عطاءها للأطفال بدافع الحب، بعيدين عن الاكتفاء بفكرة أنهم يعملون لمجرد العمل لإصدار مجلة للأطفال. إذاً هذا الإخلاص وهذا الحب خدم المجلة بشكل كبير وعميق، بحيث مكّنها من أن تستقطب شعبية كبيرة لدى الأجيال القديمة، وعلى الرغم من تطور وسائل التكنولوجيا والمواقع الإلكترونية، وحتى هذه اللحظة جمهور «أسامة» القديم هو على تواصل مع المجلة، ويطالبوننا دائماً بنشر الأعداد القديمة، وهذا إن دلّ على أمر فهو يدل على الحالة الحميمية التي استطاع أن يخلقها هؤلاء المؤسسون القدماء مع أطفال ذاك الجيل. وأظن أن الأجيال المتتالية لم تخلق هذه الحالة الخاصة. وعن كيفية استقطاب الأطفال الموهوبين في التأليف أو الرسم والتواصل معهم لنشر مواهبهم في المجلة ، قال : في كل عدد من مجلة أسامة لدينا بطاقة بريدية مقسمة إلى أقسام، وكل قسم مخصص للموهبة عند الطفل سواء أكان يحب الرسم والتلوين أم الكتابة، هذه البطاقة يتم إرسالها عبر البريد، ومن خلالها نحن ندرس المشاركات، وننشرها في كل عدد، تحت اسم بريد الأطفال، أو فنان المستقبل. وعلى وسائل التواصل مع الأطفال الموهوبين هناك تفاعل كبير عبر صفحة المجلة على الفيسبوك، حيث يراسلونا من خلالها، وأحياناً أخرى الأهالي يجلبون لنا باليد مشاركة أطفالهم، وكذلك عبر أنشطتنا نعلن للأطفال بأن كل طفل موهوب يمكن أن يشاهد أعماله منشورة عبر صفحات المجلة المخصصة. وعن دور مجلة أسامة في ظل التأثيرات السلبية للأزمة السورية في مجال ترميم بعض ما يعانيه الطفل السوري المتأزم جسدياً، نفسياً، فكرياً، عاطفياً، وأخيراً ثقافياً… ، قال : بسبب الأوضاع النفسية التي يعانيها الأطفال والتي نتجت عن سنوات الأزمة، نحاول عبر صفحات المجلة أن ندخل إلى نفوسهم البهجة والمتعة والفرح، بمعنى أن نكون رسل فرح للطفل، ولكن بالوقت نفسه وبطريقة غير مباشرة نوضح له ما أسباب الأزمة، ونركز على قيمة الوطن، والإنسان والعديد من المفاهيم الإيجابية، وهذا كلّه بعيداً عن التلقين أو المباشرة ، وطبعاً نحن مصرون على أن يكون أي عمل في طياته رسالة تربوية، وأركز نحن نوصل القيمة التربوية ونقدمها بطريقة غير مباشرة، بعيداً عن الوعظ والإرشاد، من خلال أسلوب بسيط شفاف. ومما لا يمكن نكرانه أن كبار الأسماء في الرسم والكتابة مرّوا على ” أسامة ” وهذا يعتبر تراثاً لابد من عرضه لكل مهتم سواء ممن تربوا على هذه المجلة من الصغار أو الكبار، ونقوم بإعادة نشره تباعاً، وأضيف إنه ومن خلال المعارض في الجامعات أو مكتبة الأسد الوطنية يكون دائماً قسم للمجلة تعرض أعدادها فيه مع منشورات مديرية الطفل، ونحن نحاول قدر الإمكان أن تكون المجلة حاضرة قدر الإمكان. وفي ختام حواره، وفيما يخص الطفل أشار الشاعر قحطان بيرقدار إلى موضوع هام وهو أن الجهات المعنية التي تعمل بهذا الاختصاص، تعمل بشكل منفرد بعيداً عن أي عملية تكاملية. فالطفل مشروع وطني وعلينا أن نؤمن بأنه هو المستقبل، ومن هنا ننطلق ونوليه كل اهتمام قبل أي شيء، واقترح في معرض حديثه أن تكون هناك هيئة عامة معنية بكل شي يتعلق بالطفل، ولكن وللأسف هذا الجانب مهمل تماماً، وهذا لا يعني أن الجهات المعنية مقصرة بل هي تبذل كل جهد، ولكن في النهاية مجمل الأمور المتعلقة بالأطفال هي فوضوية ودائماً التنفيذ يتطلب وقتاً طويلاً.
فدوى مقوص