أنصفوا الحكام في الدوري السوري
الوحدة: 28- 6- 2022
في كرة القدم تركنا الهواية فضاعت متعتها، وطبقنا الاحتراف فدخلنا في جحيمه لعدم قدرتنا على تطبيقه بالشكل الأمثل، فكان نعمة للبعض ونقمة على آخرين، وكان اللاعبون والمدربون هم المستفيدون فقط، فأكلوا عسله فيما أدمعت عيون الآخرين من بصله وكان الحكام في طليعتهم.
وعلى الرغم من أن الحكام سلاح ذو حدين في كرة القدم السورية، فهم قادرون على إفساد متعة الدوري بصافرة هنا أو قرار هناك، وهم أيضاً قادرون على جعله الأمتع من خلال صافرات متزنة وقرارات سليمة ويبدو أن الأمر الأخير لا يقرؤه أصحاب الأمر جيداً، ” فطنشوا” الحكام إلى حد كبير وجعلوهم الحلقة الأضعف مع أنهم في واقع الأمر أقوى الحلقات في الكرة السورية.
ما يقبضه الحكام من جراء قيادة المباريات بالكاد يكفيهم ثمن الطعام، وأجور التنقل وهم ما زالوا ينتظرون وعود القيادة الرياضية بتحسين أجورهم رغم رفع أجرة ما يسمى بإذن السفر، وهذه لا تغطي أجور السفر، فمثلاً إذن السفر من اللاذقية لدمشق ٢٩ ألف ليرة فقط وهذا الرقم يُضاف إلى ٧٥ ألف ليرة هي أجور التحكيم للحكم الدولي في مباريات الدرجة الممتازة، و٦٠ ألفاً لحكم الدرجة الأولى وتتناقص الأرقام مع تناقص درجات الحكام والفرق.
وبعد كل ذلك نتحدث ونقول: إننا محترفون، ويجب أن نخطو إلى العالمية أو القارية على أبعد تقدير، مع أننا بالكاد أصبحنا نتجاوز دول كنا نعتبر مبارياتنا معها نزهة أيام الهواية.
الحكام يشتكون..
طبعاً الحكام اشتكوا أكثر من مرة، وفي إحدى المرات وصل الأمر للتهديد بعدم قيادة المباريات، وكان ذلك قبل عدة مواسم، وتم احتواء الأمر مع وعود بزيادة الأجور وتم ذلك فعلاً ولكن بنسبة ضئيلة.
ولأن الحكام ممنوعون من التصريح للإعلام لاعتبارات كثيرة قد تطيح بمستقبل الحكم إن فعل ذلك، فإن من تواصلنا معهم وطلبوا عدم ذكر أسمائهم أبدوا استياءهم من الأجور القليلة التي يتقاضونها وبعضهم لا مورد له إلا التحكيم، وطالبوا بإعادة النظر بها ورفعها إلى حد معقول.
وبصراحة ومن خلال عملنا سمعنا الكثير عن حالات تمس نزاهة الحكام طبعاً بدون أي دليل، وهذا الأمر يسيىء لهم ويضعهم تحت الضغط في المباريات وأصبح بعضهم يتهرب من قيادة مباريات لفرق معينة بعد أن وجهت له أصابع الاتهام بذلك.
هل تنصف القيادة الرياضية الحكام والمراقبين؟ الأمر هذا لا يقتصر على الحكام فقط، وإنما ينطبق على المراقبين الإداريين ومقيّمي الحكام الذين يقطعون أيضاً مئات الكيلومترات ليقوموا بعملهم وينالوا نفس ما يناله الحكام، وإن كانت مسؤولية الحكام هي الكبيرة كونهم يتعرضون لشتى أنواع الصعاب وقد يصل الأمر لتعرضهم للضرب كما شاهدنا مؤخراً ماحدث مع عدد من الحكام وبعضهم دوليين بدون أي رادع أخلاقي من الفاعلين.
القيادة الرياضية أو الجهة المعنية بالتحديد في هذا الأمر مطالبة بضرورة الإسراع برفع تعويضات الحكام والمراقبين والمقيمين، لتتناسب إلى حد ما مع دول الجوار فلا يشعر أحد منهم بالغبن وبالتالي نكون قد وفرنا بيئة صحية نظيفة للحكام ليقوموا بعملهم على أكمل وجه.
محسن عمران