مشقيتا بعد العاصفة …..كارثة وويلات

الوحدة 27-6-2022

حبات الزيتون تغطي أرض البستان بمساحة 3.5 دونمات و الأشجار انقلعت أكبادها وتكسرت الأغصان وقلبت رأساً على عقب هو ما جاء على قوله السيد منصور شحادة طالب – طريق مطعم الكواسر الصفصاف – وتابع بصوت مرتجف ليردد علينا القول : كان الموسم مكتنزاً وثميناً واستبشرنا خيراً برزق وعيش كريم للأم و الأولاد. الأغصان متكئة على الأرض من حمل الثمار الثقيل والآن هي على الأرض وقد نفضتها الريح وصار الموسم و الحلم في خبر كان.

وهذه الواقعة طالت الكثيرين وقد زادت من الخسائر عند السيد محمد سعيد في بيته الذي تطل شرفاته على سد 16 تشرين، هذا البيت الذي شكل حلمه وكل حجرة فيه بناها بتعب الجبين حيث وقع السقف ( إترنيك وباطون) على السيارة وانكشف لوجه السماء و التي أغرقته بماء دموعها الجارفة للأثاث وأنفاسها رمتها في الوادي السحيق حتى البارد لم ينج وسقط من الأعالي وهوى إلى الأرض بلا باب فطل جزء منه في جهة هذا عداك عن تكسر في الواجهات وقد أكد أن خسائره تفوق 40 مليون ليرة ( لقد رحل شقى العمر واندثر الحلم بالتراب ).

 

وشقيقه عبدالله سعيد أشار إلى نفس البلاء الذي أصاب بيته المجاور كزلزال تشقق البلاط والخسائر لم تكن أقل في واجهات الألمنيوم وخيمة القرميد وقد كلفته الواجهة 5 ملايين ليرة.

 

الطفلة نور – تركض أمامنا ومن ورائها  أخوتها و أبناء أعمامها وتقول: كنت خائفة جداً وقت العاصفة وعمي محمد جاء بأولاده إلى بيتنا وهو يلفهم باللحاف . حزنت عليهم وبكيت عندما استيقظنا صباحاً ووجدنا بيتهم قد أصابه زلزال لقد كنا في بيتهم اتسعت لنا جميعاً 50 فرداً من العائلة.

 

وعدنا إلى بيتنا جميعاً لنتابع سهرتنا مع ضيوف أتونا من الشام ،وفي المساء هبت الريح وكادت واجهة بيتنا أن تنخلع من مكانها فأيقظنا والدنا الذي ثبتها ببراغي ومسامير و أغلق أبواب الريح مع الشباب لقد سهرنا إلى الصباح الذي جاء علينا كئيباً.

الجدة أم حسين و الدموع قد جفت في العين تقول: لقد احتضنت كنتي الحامل بالشهور الأولى طوال الليل وقلبها يرتجف من الخوف لنستيقظ على البلاء – خراب خراب – أولادي الستة ليسوا بموظفين ونعتمد على المواسم والمحاصيل في عيشنا انظري إلى أرض البستان التي تحيط بيوتنا فترين بساطاً من حبات الزيتون تفرشها وقد تطايرت بعضها على الطريق و الأشجار انقلعت من مكانها وتكسرت

الأغصان  حتى بيوتهم لم تسلم خلعت أبوابها وتكسرت حيطانها وانكبت أحجارها و القرميد إلى الوادي – هذا المشهد كئيب ( الحمد لله على كل شيء بالمال و لا بالأولاد و كل شيء يمكن تعويضه إلا الإنسان).

 

وفي لقائنا مع الأستاذ المرتضى حاتم- رئيس بلدية مشقيتا توجه في حديثه إلى المراجعين أن يلجؤوا إلى الوحدة الإرشادية بطلب وبيان إذا كانت خسائرهم في الأشجار و المزروعات أو إلى ناحية عين البيضا اذا كانت خسائرهم في الأبنية و السيارات وتابع حديثه بقوله لنا: مازالت الأشغال مستمرة على الطرقات بتنظيفها و تعزيلها من الأشجار التي أغلقت مسالكها، كما أن عمال الكهرباء و الطوارئ يعملون في الأعطال و رفع الأعمدة و الأسلاك فقد جاء الضرر الأكبر عليها لتنقطع لأيام و ما زالت.

وعن حجم الخسائر و الأبنية قال : الأذية الأكبر في الكهرباء و أشجار الزيتون و الجوز و المزروعات ثم هناك بعض الأبنية و الواجهات منها من سقط عليه من الطابق الرابع خزان ماء جاء على شرفة القرميد التي أهلكها ودخل في النوافذ و الأبواب التي تكسرت وتقدر بالملايين، كما في حارة الراس تأذت المساكن و البيوت وسقطت جدران, و أيضاً قد تأذت سيارتان من سقوط الأشجار عليهما وهما بالتصليح، كما لحق الضرر بمطاعم ( سلاس ) منها من انخلع عنه صفيح التوتياء و هوى في الفناء ومنها من تكسرت الكراسي و الطاولات بالعشرات كما غرق( لانش) في النهر .

مازالت الأعمال مستمرة ونرصد حالات الأهالي :

المهندسة ريماز جوني- رئيسة الوحدة الإرشادية الزراعية أشارت إلى أن بعض المزارعين جاؤوا مستنجدين وقد أكدت عليهم بتقديم طلب و بيان لإحصاء حجم الأضرار , كما نوهت لنا بقولها: لا نستطيع حتى الآن أن نعطي أرقاماً وقياسات لحجم الأضرار التي أصابت المزارعين قبل الإحصاء, لكن من راجعنا يشكو من سقوط الأشجار وتكسيرها وتلف في المزروعات و المحاصيل و الضرر جاء على الرمان و الزيتون و الجوز.

– جميع مفارق الطرقات في مشقيتا و أبوابها في الجهات الأربعة غطتها الأشجار المترامية من على قبب السماء وفي فناء البيوت جوز ورمان وتين لينشغل الجميع في قصها ورميها على الأطراف حيث أشار السيد عادل إلى أن شجرة الجوز التي تفيء وعائلته ظلها لسنوات طوال ولعب أولاده حولها حتى صاروا شباباً في الجامعة ( سنة أخيرة طب بشري) لقد رحلت عنهم بثمارها و خيراتها التي سترت حالهم لسنين وكانت في هذا الموسم مكتنزة وتبشر بخير كبير،( فالجوز مثل الذهب العتيق) كل الأشجار سجدت على الأرض الحمد الله الأولاد بخير.

– و ما إن تغادر طريق مشقيتا  حتى تفتح عليك طريق عين البيضا وعلى عتبتها ترى أشجار سرو ثلاثة طولها عشرات الأمتار و الجذور انكشفت و انقطعت فيها الأوتار وقد سدت مداخل القرية, وحتى موقف باص القرية من الإسمنت و الأحجار سقط هاوياً أمام الرصيف, وشجرة هوت على مبنى البريد و شجرة رابعة سقطت على كولبة السيد سهيل سلهب و الذي بدا التعب بوضوح على الجسد و الجبين و يأخذ منه الشهيق و الزفير ليقول: كلفني قص شجرة السرو التي أمام الكولبة ما يقارب 30 ألف ليرة. فكل ليتر بنزين اشتريته بـ 12 ألف ليرة ( فوق الموت عصة قبر) و كما ترين بقيت شجرة أخرى قابعة على سقف الكولبة و قد تسببت ثقبته, كما أن المقاعد و الكراسي قد تكسرت.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار