الوحدة: 23- 6- 2022
– سألتني أم البنين وقد رأتني أحمل صينية وأمرُّ براحتي على كتفي برفق وتودد:
ماذا تفعل يا رجل؟
فأجبتها كما ترين. أنفض غبار السنين، أريد أن ألِّمها وأجمعها في وسادة كما فعل سيف الدول الحمداني. بعد عودته من كل معركة خاضها حتى جمع وسادة أسند رأسه إليها في نومه الأبدي.
ضحكت زوجتي وقالت: ذاك سيف الدولة.
وأنا سيف الدين، صمتت و الدهشة تملأ عينيها ولكأني قرأت ما بداخلها يقول: أصاب زوجي مسنٌّ . لاريب في أنه…؟
قطعت حيرتها وقلت: يا امرأة. مرَّ مامرَّ من عمري وأنت خير شاهدٍ ألتحف البرد وأمخر عباب البحر. لايضنيني سهر ولايأتيني تعب. وكنت واحداً من العباد الذين يؤدون عملهم بأمانة وإتقان.
ولكن مايدهشني هذا الجيل القادر على التسلُّق بمهارة القرود، ودفن الرؤوس كالعظام ومسح الجوخ كأحسن ما أنتجته عقول العلماء من أدوات تنظيف الأثاث المنزلي.
لتريه بعد حين متقلداً أو متبوّءاً أو ممسكاً بأمرٍ ما.
كأن العمر أضحى بعض شأوٍ تسابقنا إليه بالسباب،
فلا المعروف يلقى من جزاءٍ ولا الإحسان يلقى من ثواب
وهبطت درجات السلم الخشبي بحذر شديد، فاستوقفتني زوجتي وسألتني إلى أين فأجبتها إلى حيث ألتقي بعض من ينتظرون كوب موتهم. ألعب النرد والمنقلة،
و أحتسي الشاي والقهوة وأغرق في الثرثرة.
سيف الدين راعي