الوحدة 22-6-2022
الأزمة النفطية عنوان بارز لحياتنا اليومية ، وقد دخلت في كل قصصنا، والامتحانات اليوم. الامتحانات التي يعيشها الطلاب،تجربة قد تكون حلوة أو مرة. ترتكز عليها حياتهم المستقبلية، وحسب ظروف كل طالب وأهله وإمكانياتهم واقع مؤلم نراه أو نعيشه مع معظم أهالي الطلبة الذين يرافقون أبناءهم إلى مراكز الامتحانات التي غالباً ما تكون بعيدة عن سكنهم. من يمر قرب مدرسة يوم الامتحان، يرى بأم العين كيف يحتشد الأهالي أمام أبواب المدارس المغلقة الأبواب وبانتظار فتحها وانتهاء الامتحان،الفرج و الطمأنينة على مستقبل أولادهم. إذ لا يمكنك أن تجبر أحداً على ترك ولده يتحمل مسؤولية حياته لوحده. التنظير أمر سهل ، والواقع مر ، اليوم .. أجرة سيارة – تاكسي – لا يستطيع دفعها إلا متمكن. وسيارات الخدمة – السرافيس – التي تشهد أزمة من قلة المازوت ، وازدياد الاقبال عليها , والحشود فيها .. مشاهد مؤلمة .. فكيف لو استخدمتها .. ستظن أنك في زجاجة مكدوس أو مخلل . ودون مبالغة .. الكل راض، وسعيد بالحصول على ربع مقعد ، أو نصفه أو حضن يقبل الهوان .فالمهم هنا النتيجة لا الأسلوب . من هنا .. نسأل أصحاب الشأن : ما الغاية من تغيير مكان الامتحان للطالب ، ونقله من مدرسته التي هي غالباً قرب بيته، وفي الحي حيث يسكن؟ وهل الشفافية، والحرص على النتيجة المثلى سبب في خلق هذه الصعوبات والعثرات ؟؟
ولماذا لا نكرس همم المراقبين للعمل بهدوء وتقنية، ونثق بكوادرنا التعليمية في المدارس ، ونعيد حساباتنا فقد ننجح في حل أزمات ، لا أزمة؟.
فقد تكون الحالة النفسية للطالب سبباً في فشله , أو نجاحه. هي مسألة نتمنى أن تلقى تجاوباً، أو اهتماماً، أو حتى مجرد قراءة .. فهناك حالات عديدة لطلاب كان الانتقال إلى مركز الامتحان بالنسبة لهم معضلة وخاصة أبناء الريف ، ومنهم الكثير في المدينة حيث تحدد مركز امتحانهم في أقصى المدينة، من شمالها مثلاً , وهم سكان جنوبها !! للعلم ،في بعض الدول المتحضرة.
ألغيت هذه الامتحانات حيث يعرف المدرَس إمكانية طالبه من خلال عمله السنوي، وليس من خلال ساعة واحدة ، وامتحان واحد ،وعدة أسئلةلمادة يخلص منها , فينجح , أو يرسب, ويتحدد مصيره .. ولتأكيد دقة هذه التجربة، أعرف طلاباً مجتهدين , وأذكياء و بشهادة مدرسيهم , لكنهم يخافون من الامتحان، ويرسبون !!!
وأعرف طلاباً مبدعين في النقل , و ينجحون في الامتحان،لكنهم يفشلون في الحياة العامة . طبعاً للحظ،والنصيب،وحسن الطالع، والظروف اليومية ، ووضع الأسرة المادي , والمعنوي،ولقناعاتهم الحصة الأكبر إضافة إلى الجهد ، والدراسة والاهتمام !!
فكم من طالب كسول، لكنه ابن أثرياء ، يدرس في جامعات خاصة الطب ،أو الهندسة وكم من مهندس يكتب جملة في صفحته على الفيسبوك مليئة بالأخطاء الإملائية والنحوية !!!
سعاد سليمان