ذاكرة مدينة اللاذقية..ندوة في جمعية العاديات

الوحدة 22-6-2022

 

بدعوة من جمعية العاديات في اللاذقية وضمن خطتها الهادفة الى تسليط الضوء على كل ما يميز اللاذقية قديماً وحديثاً. قدم الباحث أيمن حمدو المهتم بتراث اللاذقية ندوة تحت عنوان ( الذاكرة البحرية لمدينة اللاذقية) جذب الحضور طيلة أربعين دقيقة في الحديث عن أماكن لها وقعها في نفس ابناء اللاذقية شيبها وشبابها، وقد بدا حديثه عن ذاكرة اللاذقية كمدينة بحرية مشيراً إلى أن ذاكرتها انحصرت وتشكلت هويتها بوجود البحر، فلا يمكن تعريفها إلا كمدينة بحرية تتميز بميناء بحري هام، وقد تأسست في بادىء الأمر كميناء لقرية بحرية فينيقية صغيرة تتبعُ لمملكة (أوغاريت) ، وعلى ما يبدو فقد كان لهذه القرية طابعٌ حربيٌّ , تجاريٌّ، و يمكن ملاحظة ذلك من خلال تصميم حوض الميناء. حيث كان نظام بناء الميناء عند الفينيقيين ينقسم الى حوضين: واحد صغير يطل على الآخر ليكون مرسى آخر ضعف الأمان للسفن في أيام النو القوي، وقد دمَّرت راميتا في الفترة نفسها من دمار (أوغاريت).ثم أطلق عليها البحَّارة اليونان اسم (لوكيه أكته) ومعناه الشاطئ الأبيض، ثم سميت (مازبدا) من السكَّان المحلِّيُّين، وله علاقة – غالباً – بزبد البحر، لاوذكيَّة البحريَّة) تيمُّناً باسم والدته، و بعد دخول العرب المسلمين سنة 15هـ (636م) سميت (اللاذقيَّة)، في العصر الأمويّ عرفت باسم (لاذقيَّة الشام) وذلك تمييزاً لها عن (لاذقيَّة الروم) المدينة الواقعة في قلب الهضبة الأناضوليَّة , وتُسمَّى حالياً (لاديك) تقعُ على بعد 32 كيلومتراً شمال غربي مدينة (قونية). و في فترة حروب الفرنجة أصبحت اللاذقية ميناء إمارة أنطاكية الاول ولعل الأهمية الكبرى لميناء مدينة اللاذقية في تلك الفترة يعود إلى بعدها نسبياً عن مراكز الصراع العربي الفرنجي في سورية المجوفة، و قد أطلق التجار الإيطاليون عليها اسم (لاليش) وظلَّ هذه الاسم عالقاً في ذاكرة المعمَّرين وكبار السنِّ في المدينة ، إذ كانوا يُطلقون عليها إلى عهدٍ قريبٍ (لاليج الكبرى). ونوه الباحث حمدو إلى ثلاثة مواضيع رئيسية في اللاذقية: المواقع الأثرية مثل قوس وأعمدة، وتل القلعة ومناظر البانورامية ، وكورنيش اللاذقية الغربي كمحدد اساسي لهوية المدينة البحرية. وتحدث عن حي الألاسكة وهو حي قديم ومن الممكن اعتباره أقدم أحياء المدينة و مهدها، يقع بين حديقة البطرني ( المنشية) ومديرية الكهرباء حالياً (أسفل و غرب طريق نزلة المرفأ)، وهو الطريق الممتد اليوم من متحف اللاذقية إلى مؤسسة الكهرباء ثم نقابة المهندسين الكورنيش الغربي. وفي عشرينيات القرن الماضي قامت سلطات الانتداب الفرنسي بشق الشوارع التي قطعت مدينة اللاذقية القديمة من الغرب إلى الشرق ومن الجنوب إلى الشمال ، والمدقق في تلك الشوارع يلاحظ سعي سلطات الانتداب إلى وصل المدينة وربطها بالميناء و مبنى المندوبية، التي كانت توجد في خان الدخان أو المتحف اليوم. هذا ولم يغفل الباحث حمدو عن تفاصيل صغيرة مرتبطة باللاذقية وذاكرتها كمدينة حية.

هلال لالا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار