الوحدة: 20-6-2022
كأننا قادمون من المريخ !! صدمة أصابت متصفحي صفحات التواصل الاجتماعي من قصة فلاح غضب، فرمى نتاج أرضه من الخيار في البحر .. وكأننا لم نر، أو نحس بالمزارعين لسنوات طوال، وهم يعانون من نفس المشكلة، فأولئك الذين رموا، ولسنوات طوال محاصيلهم من البندورة على قارعة طريق، وبجانب بيوتهم البلاستيكية , وبانياس المثال .
فمن كان يمر من تلك المواقع، كان يرى بأم العين أكواماً من البندورة مرمية بجانب رصيف، وإذا سأل عن السبب، قالوا: إن تكلفة إيصالها إلى سوق الهال , لبيعها للتاجر خسارة ما بعدها خسارة .
هذه صورة من سنين خلت تلتها صورة، وواقع لأصحاب أشجار الحمضيات التي يتركها أصحابها تذبل , وتموت على أمها،إذا لم يقطفها مارّ اشتهى التذوق , وقد يقدمها أصحابها ضيافة وبكل صدر رحب، وللسبب ذاته، كان هذا قبل هجمة الكورونا المرض الذي رفع من قيمة , وأهمية الحمضيات , والثقة لأصحابها.
الأهم: أن المنتج الزراعي , وريثما يصل إلى يد المستهلك يكون قد تضاعف سعره أضعافاً مضاعفة يأخذها التاجر لا المزارع .. ليست مبالغة.
هو واقع يشكو منه كل فلاح ومزارع، واليوم الخيار .. وغداً ؟! .. لا ندري أي فيلم واقعي جديد سيسيطر على العقول، والقلوب مجتمعة في القادم من الأيام , وكأننا لم نعش , ولم نر، ولا نعلم ماذا يجري !!!
سعاد سليمان