ثقافة الصورة والتصفح السريع في وسائل التواصل الاجتماعي

الوحدة:19-6-2022

يسود عند معظم الناس ميل للتصفح السريع والاكتفاء فقط بقراءة العناوين، والعزوف عن قراءة السطور وعدم التعمق بالمضامين بداخل النصوص وصولاً لآخر الكتابات وخواتمها.

ربما هذا الميل بسبب طبيعة العصر وتزاحم مشاغله الكثيرة وكثرة الأحداث وضغط الحياة اليوميةو متطلباتها التي لا تنتهي. كما أن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية واللوحات tablets لم تسهم بزيادة القراءة والمعرفة عند عموم الناس، بل ربما على العكس شجعت على القراءة المحدودة والسريعة والتأثر بصرعة الترندات وتصفح النكت والصور  لمنشورات الفيسبوك والتليغرام والانستغرام وغيرها.

لكن هذا السلوك في القراءة والمفروض على القارئ من التكنولوجيا الحديثة هل هو صحي وصحيح لتحقيق الغايات المرجوة للقراءة في نشر العلم والمعرفة وزياد الوعي؟.

في العقود السابقة، أسهمت الكتب الورقية – الوسائل الوحيدة للقراءة – آنذاك في دفع معظم رواد المكتبات إلى تعزيز  القراءة المعمقة والتصفح الكامل لمنشورات الكتّاب ودور النشر والمؤسسات العلمية والثقافية.وهذا ما ساهم في إعطاء مردود جيد للقراءة وفائدة أكثر مما أنتجته الكتب والمنشورات الالكترونية لوسائل التواصل الاجتماعي في أيامنا الحالية.

ويبقى التشجيع على القراءة  مطلباً ملحّاً في المجتمعات الحالية كما كانت مطلوبة في العصور الماضية وحتى في الأديان جميعها التي حضتّ على القراءة .اقرأ باسم ربك الذي خلق…وقل ربي زدني علما.

الخوف والمشكلة الراهنة في مجتمعاتنا النامية هي أن يظلّ غالبية الناس ضمن حدود الثقافة الضحلة والسطحية بسبب طغيان الحياة ومطالبها وخاصة في ظل الأزمات والحروب المستمرة، وبالتالي لا نستفيد من تطور وسائل الاتصال والتكتولوجيا التي يشهدها العالم المعاصر.

د. زاهر البركة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار