الأمل .. طريقة الحياة

الوحدة:19-6-2022

أتعب كثيراً من أجل هؤلاء البشر الذين لا يمتلكون قدراً كبيراً من الأمل ، نسميهم أحياناً متشائمين، وكثيراً ما نراهم يتعثرون في الحياة،وتمرض أجسادهم ربما لأن خوفهم من الحياة يتجسد أمامهم أشباحاً لايراها إلا هم لكنها أشباح حقيقية وحاضرة تأكل أرواحهم فيذبلون.

ومن المسلمات التي يتفق عليها الكثيرون أن من يمتلكون طاقة أمل وقدرة على البهجة يعيشون أكثر ويمرضون أقل، هذا ماتثبته كل التجارب النفسية والإحصاءات 

في هذا المجال.  لكن السؤال ظل دوماً عالقاً في ذهني بلا إجابات هل طاقة الأمل هبة نولد بها أم أنها صفة نستطيع اكتسابها ؟

ومن خلال متابعتي لمحللين نفسيين، قطعوا لدي الشك باليقين أن الأمل هو صفة من الممكن أن ندرب أنفسنا على اكتسابها، والمسألة تستحق لأن من يمتلك طاقة الأمل يمتلك عصا سحرية تجعله أكثر عزماً وتصميماً على الإنجاز وأكثر ثقة في البشر وفي نفسه وأكثر قدرة على الانفتاح على الآخرين بلا خوف أو قلق، فالأمل ( طريقة حياة )،وليس مجرد صفة وعلى الرغم من أن علماء النفس والأطباء والمختصين قد أكدوا دوماً أهمية تلك الطاقة في الشفاء من الأمراض وازدياد مناعة الجسم ضدها إضافة إلى الفوائد النفسية الإيجابية،فإن التركيز العلمي على الأمل لم يتعاظم إلا في التسعينات من القرن العشرين .

عندما أقرت الأبحاث أن الأمل هو دافع من الممكن اكتسابه وهو دافع يجعلنا نثق بنتائج إيجابية لما نقوم به ،نطور من وسائلنا،نرى أهدافنا بوضوح ونمتلك القوة على تنفيذ مخططاتنا والإبداع الذي يفتح لنا طرق بديلة في حال الفشل، وعلى الضفة الأخرى المعتمة يقف فاقدو الأمل وقد التفت حول كياناتهم أغلال اليأس والإحباط.

أما كبار السن كلما ازدادت طاقة الأمل داخلهم أصبحوا أكثر امتناناً للحياة وأكثر قدرة على تذوق البهجة،والأمل لايتعلق بالرغبات الصغيرة أو الأحلام الكبيرة إنها حالة تمتزج بوجود الإنسان وتسري في شرايينه مع الدماء إنها حالة تنبثق وتتأكد من خلال الروح نفسها،وعندما تنشط تتوثق العلاقات في حياتنا ويصبح للحياة هدف ومعنى، إضافة إلى أنها تتحكم في منظورنا عن الحياة والموت وهذه النظرية توثق الارتباط بين الحالة الجسدية الطبية القادرة على مقاومة المرض والتعايش مع الألم أو الكبر في العمر وبين مخزون الشخص من الأمل.

الأمل ليس مجرد لحظات تعاش أو حالات وجدانية تأتي وتروح لكنه عقيدة راسخة تتحكم في رؤيتنا للحياة، وما يمر بنا من آلام وخيبات أو هزائم. فمن يمتلك الأمل يمتلك طاقة داخلية هائلة ترافقه في الأزمات وتشد من أزره ويمتلك أيضاً مجموعة من البشر المحبين الذين يمنحون الدعم من الخارج ، ذلك لأنه مغناطيس لأشخاص يشبهونه

ولأن التأميد عظيم في هذه النظرية على قدرتنا على اكتساب الأمل فقد طورت أدوات ووسائل تعيننا على الرحلة الصعبة إن قررنا البدء.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار