الكرياتين… تثير الجدل بعد سنوات من انتشارها

الوحدة 13-6-2022 

 

حظيت مادة الكرياتين بجدل واسع في الأوساط الرياضية على المستوى العالمي طوال 25 عاماً ، منذ أن استخدمها الرياضيون لأول مرة على شكل مسحوق للاستعداد للدورات الرياضية العالمية. ولا تنتمي مادة الكرياتين إلى قائمة المنشطات التي يحظر تناولها من قبل اللجان الأولمبية، بل إنها تعد مركباً غذائياً طبيعياً يمكن الحصول عليه عن طريق الأغذية مثل اللحوم والأسماك ، وإذا كان النظام الغذائي للفرد متوازناً، يمكن للجسم الحصول على غرام واحد على الأقل من هذه المادة ، لذا تظهر التحاليل الطبية أن النباتيين يكونون في حالة عوز شديد لهذا العنصر المهم. ويستخدمها الرياضيون لزيادة السرعة والقدرة على بذل الجهد ، لدورها في تكوين وحدات الطاقة. ولتحقيق أفضل النتائج من تناول هذه المادة إمكان تناولها على شكل جرعات مذابة في الماء الدافئ بمعدل 5-3 غرامات يومياً لمدة اسبوع تقريباً، مع الحرص التام على عدم زيادة الجرعة حتى لا يزداد تركيز المادة في الجسم. وتؤكد الأبحاث أن استخدام الكرياتين لفترات زمنية قصيرة يدعم مستوى القوة العضلية عند الرياضي ويزيد من قدرته الإنتاجية ، ولم تدعم الدراسات الآراء القائلة: إن الكرياتين ترفع من مستوى التحمل،ويمكن تناولها من قبل الرياضيين الذين يشاركون في بطولات الدراجات الهوائية ، والجري ،والقفز والسباحة ، ورفع الأثقال، بينما أكدت نتائج الدراسات عدم فعالية الكرياتين في مجالات الجري لمسافات طويلة. ومن الآثار السلبية لتناول هذه المادة احتمال زيادة وزن اللاعبين الذين يخضعون لتدريب بدني عال لفترات تدريبية طويلة، وأظهرت مجموعة من الأبحاث الميدانية أن هذه المادة قد تزيد من معدلات الإصابة بالتقلصات العضلية والمعوية نتيجة زيادة محتوى الماء بين الخلايا ، والتخفيف من من تركيز الأملاح. إن الرياضي الذي يتناول هذه المادة يزداد وزنه خلال فترة وجيزة، ويعزى السبب في ذلك إلى الماء في بادئ الأمر ، إلى جانب زيادة الكتلة العضلية بفضل دعم الجهد البدني وقدرة العضلات على التعامل مع الأعباء الزائدة، ويلاخظ أيضاً أن هذه المادة تسحب الماء إلى خلايا العضلات وتزيد معدل المحتوى البروتيني فيها. أي أن النسيج العضلي ينمو بسرعة عند تناول الكرياتين بانتظام، لكن ذلك لن يحدث ما لم يستفد الشخص من الطاقة الناجمة عن تناول هذه المادة ، وذلك عن طريق تكثيف تدريباته وإلا تزيد نسبة الماء في الجسم . ولايوجد أي جدل إزاء هذه الحقائق في الأوساط الطبية، والمؤكد أن مادة الكرياتين خضعت للدراسات أكثر من أي مادة أخرى ولم تظهر أية خطورة إذا كان في إطار الحدود المتفق عليها.

وفي حال إصرار الشخص على تناول هذه المادة ينبغي عليه معرفة عدد من الحقائق، ومنها أن الكرياتين لا تحقق النتائج المرجوة منها مع جميع الأشخاص ، إذ يتوقع ألا يتجاوب الجسم مع مفعولها ويظهر ذلك بشكل مؤكد خلال الإسبوع الأول من تناولها وذلك من خلال مراقبة قياسات الكتل العضلية في الجسم،وفي هذه الحالة ينبغي الابتعاد عنها تماماً ولتعويض هذه المادة في الجسم ، يلعب النظام الغذائي الدور الأبرز مع التركيز على تناول اللحوم الحمر والأسماك وهي الأصناف الغذائية التي يرتفع فيها مستوى الكرياتين الذي يساعد الجسم على الأداء الأفضل خلال التمارين الرياضية المرهقة.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار