الوحدة : 10-6-2022
التنمر ما أقبحها من كلمة لما لها من وقع سيء في نفوس الناس, ولما لها من تأثير سلبي على الفرد والمجتمع. ويعد التنمر أحد أساليب العنف بحيث يؤذي المتنمرون الآخرين سواء باللفظ أو الترهيب أو الضرب, وقد رأينا هذه الظاهرة في المدارس والجامعات وأماكن العمل حتى في الشوارع وقد رأيناها مع أدبائنا بالعصر الحديث فقد كان منهم من يتنمر على طه حسين بقولهم: يا أعمى. بهذه المقدمة استهلت الأخصائية النفسية: نجاح الحلبي محاضرتها التي حملت عنوان: التنمر وآثاره النفسية على الفرد والمجتمع، وذلك في قاعة النشاطات بدار الأسد للثقافة. في مادتنا الآتية نسلط الضوء على أهم ما جاء في المحاضرة من محاور وأفكار ومعلومات.. بداية عرفت المحاضرة التنمر بأنه أحد السلوكيات العدوانية التي يمارسها الشخص على من حوله سواء كانوا من داخل الأسرة أو في المدرسة أو الشارع وهذه الظاهرة يمارسها الأطفال والبالغون، وهناك فرق بين التنمر والنقد، وللتنمر العديد من الأشكال والأنواع لكل منها مجموعة من السلوكيات والأفعال التي تميزه، فالتنمر الاجتماعي مثلاً هو أقل أنواع التنمر وضوحاً عادة ما يسمى بالتنمر السري وغالباً ما يحدث من دون علم الشخص, ضحية التنمر يستهدف عادة سمعة الشخص ومكانته الاجتماعية أو محاولة إيذائه وتشمل: الكذب والشائعات – الإيماءات والإيحاءات التعبيرية والجسدية وإشارات الازدراء والتهديد – إلقاء النكات المسيئة أو البذيئة التي تستهدف الضحية – التقليد الهزلي غير المحبب لتصرفات وكلمات الشخص – تشجيع أشخاص آخرين على استبعاد هذا الشخص اجتماعياً – الإضرار بالسمعة الاجتماعية، وهناك أيضاً: التنمر اللفظي والتنمر الالكتروني وهو التسلط السري أو العلني من خلال شبكات التواصل الاجتماعي عبر تهديدهم أو ابتزازهم، وهناك أيضاً التنمر الجسدي. وتحدثت الحلبي عن أسباب التنمر بأن المتنمر كان ضحية تنمر, كثير من المتنمرين كانوا ضحية تنمر ما جعلهم يشعرون بعدم القيمة والغضب وبالتالي أصبحوا يرمون هذا التنمر على غيرهم، ومن الأسباب: الوحدة والمشاكل الأسرية وعدم تقدير الذات والغيرة والانتماء إلى مجموعة من المتنمرين والتكبر والغرور والرغبة في التأثير ورؤية الآخر بشكل مختلف وضعف شخصية الفرد وإحساسه بالنقص وانعدام الثقة وكثرة الإحباطات وانعدام المستقبل وغموضه وغياب القدوة الصالحة. ثم تحدثت أ. نجاح عن آثار التنمر على المراهقين كرفض الذهاب إلى المدرسة وانخفاض مستوى التحصيل والإصابة بعدد من الاضطرابات وانخفاض مستوى النشاط والطاقة وزيادة الشعور بالذنب والخوف وانعدام الأمان والرغبة في البقاء وحيداً. كما تحدثت عن أعراض التنمر وضحاياه من الأطفال والمراهقين والأشخاص الذين يسهل استفزازهم ويبكون بسرعة، والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، والأشخاص المختلفين بطريقة لباسهم وأكلهم. كما قدمت المحاضرة شرحاً عن آثار التنمر على الفرد والمجتمع يتجلى بضعف ثقة الفرد بنفسه وبقدراته وانعدام الرغبة في الحياة والعزلة الاجتماعية والتفكير بالهجرة هرباً من التنمر واختراق قيم المجتمع وقوانينه: جرائم أحياناً وسلوكيات بشعة. وختمت أ. نجاح الحلبي محاضرتها بالحديث عن علاج ظاهرة التنمر عبر تعزيز ثقة الفرد بنفسه وزيادة وعي الأسرة من خلال التعامل مع الأبناء من مبدأ متابعة مراقبة سلوكياتهم وتعليم الأهل للابن كيفية تجاهل المتنمر والابتعاد عنه وتعليم الأولاد كيفية استخدام لغة الجسد المناسبة التي يمكن أن تؤثر في انطباع الآخرين عنهم.
رفيدة يونس أحمد