الوحدة: 30-5-2022
تقترب مواسم الزراعة المحمية من نهايتها، مع تسجيل حالة رضى على موسم 2021-2022، حيث كانت الأسعار ملبيّة إلى حدّ كبير بشهادة العديد من المزارعين الذين سألناهم، لكن القلق رفيقهم الدائم، وهو خوفهم من أن يستغلّ التجّار هامش الربح الذي حققه المزارع في رفع أسعار مستلزمات الموسم القادم، والذي بدأ التجهيز له مع الأمتار الأخيرة من الموسم الحالي..
يقول مزارعون: كلّ شيء بدأ يتجه نحو الارتفاع من حيث السعر، البذار والنايلون ومستلزمات الري، والمبيدات والأدوية، والحراثة، وغير ذلك من الاستحقاقات التي تنتظرنا.
نظرياً، والشرح من أحد المزارعين المخضرمين: الزراعة عملية تراكمية، ولا يقاس الربح والخسارة فيها بموسم واحد، ولا يمكن تحديد عناصر الربح ببنود معينة، ولكل مزارع حساباته الخاصة، ومقدماته المختلفة عن غيره، فمن يمتلك الجرار وسيارة نقل الإنتاج إلى سوق الهال من الطبيعي أن يكون مردوده أكبر ممن سيدفع أجرة الحراثة وأجرة النقل طيلة الموسم، ومن يمتلك الأرض يختلف عمن يستأجرها، ومن يستطيع أن يدفع ثمن مستلزمات الموسم نقداً يوفّر الكثير مقارنة مع من يؤمن المستلزمات ديناً على الموسم، ومن لديه القدرة على شراء بذور مقاومة للأمراض سيكون مرتاحاً أكثر ممن يسترخص غيرها من البذور، إلى آخر التفاصيل الكثيرة التي تغرق حياة المزارعين.
ويضيف: النايلون كل يوم إلى ارتفاع، وعبوة مقاومة النيماتودا زاد سعرها أكثر من خمسين ألف ليرة خلال أقل من شهر، وسعر البيت البلاستيكي (الهيكل فقط) أكثر من أربعة ملايين ليرة، ويكلف مزروعاً جاهزاً أكثر من ستة ملايين ليرة.. حلقة قلق الفلاحين تبدأ من البذرة، فقد لا تكون منتجة، وقد تكون غير المواصفات المعلن عنها، ويمتد القلق إلى الشتلة في المشتلة، والخوف من الأمراض أو من أي خطأ قد يكلفهم الشيء الكثير، فأقلّ بذرة بندورة على سبيل المثال بـ 300 ليرة، إلى المعاناة مع أمراض التربة (النيماتودا والفوزاريو وغير ذلك) وخاصة في بداية نقل الشتول إلى الأرض، إلى الخوف من العفن والصقيع مع دخول الشتاء، إلى تهديد الفراشة مع حلول الدفء، إلى اضطرابات السوق وفوضى القرارات التسويقية، كلها عناوين تعب وقلق لن تنتهي..
وعلى الرغم من قسوة الإشارات السابقة إلا أن المزارعين يأملون خيراً أن تكون أسعار الموسم القادم كما كانت هذا الموسم، فهذا السعر يجنبهم الخسارة كما يقولون..
غانم محمد