تـــرف الماضـــي لا غــنى عنـــه في عصـــرنا الحاضــــر

العدد: 9321 
27-3-2019

احتلت الأحجار الكريمة منذ القدم وتحديداً قبل الميلاد بأكثر من أربعة آلاف عام مكاناً مرموقاً في دنيا المعادن لجمالها وندرتها من جهة، ولميزاتها من جهة أخرى.

والتساؤلات التي تطرح نفسها هنا: ما هي الأحجار الكريمة؟ ولمَ الإنسان مولع بها؟
وهل لها استخدامات لا غنى عنها في عصرنا الحاضر؟ أسئلة عدة على بساط البحث عبر الاستطلاع الآتي مع بعض المهتمين في هذا الموضوع..
تنتمي الأحجار الكريمة إلى قسم كبير من المركبات الكيميائية الطبيعية المعروضة بالمعادن، وتقسم تنازلياً حسب قيمتها الاقتصادية على أساس الثمن من الألماس إلى الياقوت والسافير والزمرد.. وظهور نوع محدد من هذه الأحجار في الطبيعة لا يعتمد فقط على وجود العناصر التي تدخل في تركيبه الكيمائي، ولكن على ظروف أخرى كثيرة منها: درجة الحرارة والضغط والتركيز، ولذا فإن احتمال توافر الظروف الملائمة لتكوين أحد الأحجار الكريمة نادراً جداً مما قد يصل إلى حد الاستحالة لذلك يندر انتشارها بالمقارنة مع المعادن الأخرى أما الجواهر فتنفرد بتكوينها من معدن واحد في شكل بلورة أحادية لها درجة عالية جداً من الصلابة، وقدرة كبيرة على انكسار الضوء والبريق، والمعروف: بأن الأحجار الكريمة تكون شفافة لكن من الممكن أن تعطي ألواناً طبيعية مختلفة عند احتوائها على شوائب حيث تعطي الاحساس والانطباع بأن الجوهرة مضاءة من الداخل.
* طوني يعقوبيان /صائغ/
عرف الألماس والياقون والزمرد في تاريخ الهند القديم وعند قدماء المصريين ففي بعض المومياءات المصرية وجدت جواهر الزينة من اللالئ والأحجار الكريمة والتي يرجع تاريخها لأكثر من أربعة آلاف سنة قبل الميلاد، ومنذ قرابة ألفي سنة قبل الميلاد ثمن الياقوت لجماله وندرته، وكانت هذه الجواهر دائماً رمزاً للغنى المترف ولمكانة الطبقة اجتماعياً، وطبعاً لم يكن باستطاعة العامة اقتناء هذه الجواهر، أو استعمالها كحلي، بل ظل الأمر بمثابة الحلم بالنسبة للكثيرين.
* إياد العبد الله / تاريخ/
كان القدماء يستخدمون الأحجار الكريمة كدلالة على المكانة الاجتماعية التي يتميزون بها، فمثلاً: تزخر تيجان السلالات الأوروبية والآسيوية بالياقوت البديع، حتى أن نقشاً لملكة بريطانيا إليزابيت الأولى محفور على ياقوتة كبيرة.
وبلغت الرهبة التي يوحيها لون الياقوت الأحمر درجة جعلت الشرقيين في العصور القديمة يعتقدون أنه ينبض بالحياة، لذلك كان لهذا الحجر الكريم أهمية خاصة ومكانة مميزة في معتقداتهم وطقوسهم وتفكيرهم.
* سارة دوهجي / مستلزمات طبية/
لم يقتصر استخدام الأحجار الكريمة على الحلي وصناعة الجواهر فقط، بل امتدت استخداماتها في الصناعة، لما تتميز به من مواصفات لا تحصى فالإبرذات الرؤوس الألماسية تحسن من صوت (الفونوغراف) الذي كان ذائع الصيت في وقت ما.
حتى دخل الألماس عالم الطب بصورة ما، مثلاً: أطباء جراحو العيون تحديداً يستعملون شفرات ذات حد من الألماس في الجراحات الدقيقة.
* يوسف خرطبيل / صناعي/
الأحجار الكريمة جميلة ومبهرة، وتحتل مكانة مرموقة عند النساء على مختلف الأعمار، حتى أن بعضهن يجلبن الحجر الكريم ويعطونه لورشة صياغة ليدخل في قطعة الحلي التي يتزينون بها من حلق وإسوارة وخاتم وطوق، وأخريات يتزينون به إيماناً منهم أنه يجلب الحظ والفأل الحسن، هذا من جهة. أما الاستخدام الأفضل والمهم بنظري هو استخدامه في الصناعة، مثلاً: المناشير ذات الحد الألماسي تقطع الصلب والرخام، ولا ننسى أن الحفارات الألماسية تحترق الصخور، وتصل إلى ترسبات النفط، فهل أجمل من هكذا استخدام؟!

رفيدة يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار