أنشهد انفراجات جذرية لا جزئية قريباً..؟!

الوحدة 21-5-2022

 

لايزال الطهو على مواقد الحطب خياراً شعبياً إجرائياً اضطرارياً، وعلى وجه الخصوص في الأرياف، يطرح نفسه بديلاً عن الحلول العملية المعروفة، سواء بواسطة الطهي على أفران الغاز، وأحياناً على السخانات الكهربائية أو الطباخ الكهربائي لمن تتوافر لديه إمكانية شرائه، ولكن الطامة الكبرى، تكمن بارتفاع أسعار الحطب في حال توافره، وعدم توافر التيار الكهربائي بالشكل المطلوب، لأن فترات التقنين له طويلة جداً، وحال اسطوانات الغاز المنزلي هي الأخرى تشكل معاناة كبيرة بحد ذاتها، لأن رسائل استلام اسطوانات الغاز بموجب البطاقة الذكية ليست مستقرة بوقت محدد غالباً نتيجة استمرار مشكلة تأخر رسائل استلامها من خلال نظام الرسائل النصية على الهواتف الجوالة لمستحقيها، مايعكس معاناة حقيقية بشكل عام جراء تفاقم أزمة الحصول عليها والتي لاتتم إلا بعد مضي فترة زمنية تقارب الشهرين..فأية أسرة مهما تضاءل عدد أفرادها تكفيها أسطوانة غاز منزلي واحدة لتلبية احتياجاتها منها طوال تلك المدة..؟!

280651563 549477656752473 1488060926816271321 n 8d9b9

وقد يقول قائل : إن تلك الإرهاصات بتهويل المشكلة تأتي حلولها بمنتهى البساطة والسهولة لدى فئة قليلة من التجار والمتنفذين والسماسرة الذين في مقدورهم إيجاد الحلول السريعة دون مصاعب أو متاعب أو انشغال بها لأنها أسهل من شربة ماء لديهم، كونها موجودة بالسوق السوداء تنتظرهم عند الطلب وبالغاً ما بلغ ارتفاع سعرها! أما السواد الأعظم من شرائح المجتمع فهؤلاء يكابدون صابرين ومتحملين،لأن قدراتهم محدودة على مجاراة جشع سماسرة وتجار السوق السوداء. لذلك، يحاول بعضهم تدبير أمورهم بأي حال عبر البحث عبثاً عن بدائل لحلول ما تلوح بالأفق، وقد يستطيع النذر اليسير منهم إن كان بمقدورهم ذلك اللجوء الإسعافي إلى مواقد الحطب، وعلى الرغم من المذاق اللذيذ للمأكولات التي تطهى على الحطب، كون لها نكهة خاصة، فقد لجأ قليل منهم لتخصيص أوانٍ محددة لطهي الطعام، وأباريق خاصة بغلي وتسخين الماء من أجل احتساء المشروبات الساخنة السريعة( المتة، والشاي، والقهوة)، ولكن الأمر محرج لهم حقاً، ولاسيما عند قدوم ضيف لهم في ساعات المساء، مايضطرهم إن توافرت عندهم بقايا من الحطب لغلي بعض تلك المشروبات الساخنة على مجامر نار مواقدهم المتواضعة ! والسؤال المحيّر لهم إزاء ما يشغل بالهم وهواجسهم الدائمة إلى حد القلق، هو : متى تحل معاناتهم المريرة والمأزومة من تلك الأزمات المتلاحقة، وحلولها البديلة القاصرة، التي تكرس أزمة فوق أزمات متراكمة شديدة التفاقم..؟ وهل نشهد انفراجات جذرية لاجزئية قريباً لمعالجة مجملها الواحدة تلو الأخرى..؟!

الحسن سلطانة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار