حسابات الحقل لم تتطابق مع البيدر في جبلة.. والسبب نوعية البذار وفقاً للفلاحين

الوحدة 21-5-2022
بعد مشكلة بذار البطاطا التي تم الحديث عنها مؤخراً في طرطوس، يبدو بأننا أمام مشكلة مماثلة ولكن في بذار القمح هذه المرة، وذلك وفقاً للشكوى التي وردت إلينا من بعض فلاحي منطقة جبلة في محافظة اللاذقية، والتي أشارت إلى سوء في نوعية البذار التي تم استلامها من المصرف الزراعي التعاوني والمنتجة لدى المؤسسة العامة الإكثار البذار، وهو الأمر الذي بدا واضحاً من خلال الجولة التي قمنا بها إلى بعض الحقول في قرية رويسة الحجل برفقة محمد حسن، رئيس الرابطة  الفلاحية في منطقة جبلة، والتي استمعنا فيها لرئيس الجمعية الفلاحية علي أحمد دخيل ولبعض الفلاحين الذين أكدوا لنا بأن جوهر المشكلة يكمن بوجود أكثر من نوع من القمح في الحقل الواحد، ووجود نسبة كبيرة من النباتات التي فرغت سنابلها من وجود القمح، وهو الأمر الذي تم لحظه في الحقول التي استلمت بذارها من المصرف الزراعي ولم يلحظ في الحقول التي أمنت بذارها من مصادر أخرى. 
received 386039596789350 94fea
وقال رئيس الجمعية الفلاحية في القرية : بأن هذا الأمر ألحق خسائر كبيرة بالفلاحين جراء تحملهم أعباء كبيرة لزراعة المحصول/ ثمن البذار الذي تم شراء الكيلو منه ب ١٧٠٠ ليرة والحراثة والأسمدة إضافة لتكاليف الحصاد والدراس وغير ذلك من التكاليف الأخرى التي دفعها الفلاح وسيدفعها  بأمل الحصول على الإنتاج الذي يشكل له مصدراً لرزقه، ليصدم بهذا الإنتاج الذي سيوقعه بالخسارة كونه لن يعيد له التكاليف التي دفعها، بعد الإشارة إلى أن إنتاج الدونم من ذات الأرض المزروعة بهذا النوع من البذار قد وصل إلى أكثر من ٦٠٠ كيلو غرام في الموسم الماضي، في حين أن المتوقع  إنتاجه منه هذا العام لن يتجاوز ثلث هذا الرقم علماً بأن تكلفة إنتاج الكيلو من القمح وفقاً لتكاليف هذا العام تصل إلى ١٨٠٠ ليرة سورية. 
وأضاف الدخيل : بأن مشكلة البذار تضاف إلى معاناة أخرى عانى منها الفلاح هذا الموسم في محصول الحمضيات الذي بيع بأسعار تقل عن تكاليف إنتاجه، وربما يعاني منها أيضاً في محصول التبغ الذي لا تتناسب أسعار بيعه المعلنة من قبل المؤسسة العامة للتبغ مع التكاليف التي يتحملها الفلاح في زراعته داعياً المعنيين بالقطاع الزراعي لأخذ انعكاسات الأعباء التي يتحملها الفلاح بعين الاهتمام كون استمرار الفلاح في العملية الإنتاجية أمر في بالغ الأهمية ليس على صعيد توفير متطلبات عيش الفلاح وأسرته وحسب، إنما على صعيد دعم اقتصادنا الوطني وخصوصاً في مثل هذه الظروف التي يمر بها وطننا والتي تجعل من الإنتاج الزراعي الركن الأساسي لتوفير متطلبات أمننا الغذائي. 
من جانبه، قال محمد حسن رئيس الرابطة : بأن شكاوى مماثلة وردت إليه من العديد من الفلاحين، مؤكداً أن زراعة المحصول عانت  هذا العام، وإضافة لمشكلة البذار تلك، من العديد من الصعوبات وأهمها: عدم تناسب الكميات التي أعطيت للدونم مع طبيعة المنطقة التي تعتبر منطقة استقرار أولى وتحسب منطقة مروية وهو الأمر الذي يستدعي إعطاء ٣٠ كغ من سماد الآزوت لها في الوقت الذي لم تتجاوز فيه الكميات المعطاة للدونم وفقاً للتعليمات الحكومية عن ١١كغ وهو الأمر الذي يستدعي تعديل المعادلة السمادية المعمول بها في المنطقة لجعلها تتناسب مع الحاجة الفعلية. 
وأضاف حسن إلى ذلك الظروف الجوية وآخرها الصقيع والثلج الذي حدث في آذار الماضي والذي أصاب حقول القمح في العديد من القرى، مثل بسمالخ ومعرين وبشيلي وبيت عانا وبطموش وغيرها بأضرار كبيرة، إلى جانب انقطاع الأمطار في نيسان وظهور بعض الإصابات بالسونة في بعض المناطق وهو الأمر الذي استدعى القيام بحملة لمكافحة هذا المرض في قرية غنيري  والحويز وقبو
سوكاس وبستان الباشا. 
وختم رئيس الرابطة حديثه بالإشارة إلى أهمية التعاون الذي أبدته كافة الجهات المعنية مع الفلاح لإنجاز زراعة هذا المحصول الاستراتيجي والهام منوهاً بالمكرمة التي أعطاها السيد الرئيس بشار الأسد لمزارعيه والقاضية بزيادة سعر استلامه مؤكداً بأن هذه المكرمة حققت هامش ربح جيد للفلاح معاهداً باستمرار الفلاح بالعمل و الإنتاج من أجل تحقيق أمننا الغذائي، داعياُ  لمعالجة العقبات التي تعترض عمل الفلاح لما فيه مصلحة جميع الأطراف منتجين ومستهلكين على حد سواء. 
وكما في حالة البطاطا  بطرطوس، أرجعت مصادر فرع المؤسسة العامة لإكثار البذار باللاذقية المشكلة إلى الظروف الجوية التي رافقت فترة نمو وتشكل السنابل وانخفاض درجات الحرارة وكثرة الأمطار والتي أدت مجتمعة إلى ضمور الحب مشيرة إلى أن هذه المشكلة ظهرت في الحقول العائدة للمؤسسة ذاتها في البسليس والبصة والصنوبر وهنا يبدو سؤال الفلاحين مشروعاً …لماذا ظهرت المشكلة في الحقول المزروعة ببذار المؤسسة ولم تظهر في الحقول التي زرعت ببذار أتى بها الفلاح من مصادر أخرى ، بعد الإشارة إلى أن شكاوى من قرى  القنجرة  والهنادي وردت ايضاً حول بذار إكثار البذار.
وبين هذا وذاك، نأمل من الجهات ذات العلاقة معاينة المشكلة ومعرفة أسبابها  واتخاذ الإجراءات التي تمنع تكرارها مرة أخرى وتعويض الفلاح عن الخسارة التي وقع فيها دون أن يكون له ذنب فيها.
نعمان أصلان
تصفح المزيد..
آخر الأخبار