عطلة طويلة عنوانها الغلاء و(الغياب)

الوحدة 2-5-2022
received 492270406018492 63576
موجة جديدة من ارتفاع الأسعار أطبقت بأول أيام العطلة الطويلة على جيوب الجميع، والخاسر الأكبر من هذه الأسعار المرتفعة هم أصحاب الطبقة الأكبر في المجتمع (ذوي الدخل المحدود) فقد وُضع الآن المسمار الأول في نعشها، والمواد التي كانت مؤخراً تتكئ عليها من خضراوات أهمها البطاطا والبندورة وبعض الخضار الورقية أصابها ما وقع على البرغل والبيض والّلحوم بأنواعها من ارتفاع بأسعارها، فالبندورة سيدة موائد الفقراء وغيرهم سجّلت ٥٠٠٠ آلاف ل.س والبطاطا ناطحت ٣٠٠٠ ل.س وربطة البقدونس تخطّت ٥٠٠ ل.س، والحديث يطول على ارتفاع أسعار الكوسا والباذنجان والفاصولياء بنوعيها حيث من الصّعب اقتناؤها لما تسبّبه من حالات اكتئاب نظراً لما كنّا ننتظر ونعلّق عليها من الآمال الكبيرة بعد أن تغزوا الأسواق إلى جانب ورق العنب الذي بقي ثابتاً ببرجه العالي، كما وصلت العدوى إلى ألبان فديو وسجّلت عبوتها اليوم زيادة فورية بلغت ٣٠٠ ل.س لتصبح ٢٣٠٠ ليرة للعبوة الواحدة، ومن خلال ذلك نستنتج أنّه من الصّعب رؤية الأدخنة المستحبّة جانب المنازل لأن سيد الطيور الجميلة (الفروج) هو الآخر سيشعل فتيل الانطلاق صعوداً عفوياً بسبب الأعياد وما تستلزم من الّلحوم البديلة عن الحمراء، فالفروج بالنسبة لهم أهون الحلّين وشراء الخراف لممارسة طقوس العيد هي خيار صعب باستثناء لمن هم في طبقة متقدّمة بالثراء .. ومن خلال البحث والتمحّص عن أسباب هذه الارتفاعات من الضروري إعفاء أوكرانيا والحرب فيها من هذه التداعيات السعرية لنضع بدلاً عنها عمليات التصدير والوقود وانعكاس ذلك على المواطن بدون إعفاء المزارعين الذين يخوضون نفس الغمار برفع أسعار مزروعاتهم ويرجعون ذلك لغلاء المواد وحالات الطقس، إضافة إلى الكثير من التبريرات الغير أخلاقية بالنسبة للتجّار الذين بدورهم يتلاعبون بالأسعار كما يشاؤون عبر رقابة غائبة، ولم يبق في ميدان الفقراء سوى الفول الأخضر وسعره المعقول ١٥٠٠ ل.س، الذي سيرحل خلال أسبوعين على الأكثر تاركاً خلفه عمليات بحث بديلة عنه، والاعتقاد الأكثر ملائمة لذلك هو الكوسا التي تستعدّ لتكون مادة أخرى مقبولة لأمعاء الفقراء إذا سنحت ظروف الطقس بانتعاش زراعتها لأنها غير قادرة للسفر الطويل عبر الحدود.
وعود على بدء، كيف ستنتهي هذه العطلة الطويلة الجامعة، خاصة على أحوال الطبقات الفقيرة المُعدمة، وكيف ستقضي أوقاتها بين ذويها مستكينة عاجزة، وكم من الأسعار ستعلو ومواد ستُفقد في ظل غياب رادع أو وازع أخلاقي هو أصلاً نائم في ثبات عميق، متحكّماً متسلّطاً بأحوال الناس ومعيشتهم على حدّ سواء غاية أصحابه هو الربح السريع ولو على حساب أشلاء المتعبين الفقراء الذين لا حول لهم ولا قوّة.
سليمان حسين
تصفح المزيد..
آخر الأخبار