مقارنة في الغزل.. بين عمالقة الشعر : قباني، درويش وأدونيس

الوحدة : 28-4-2022

 

في سياق النّشاطات الأسبوعيّة للجمعيّة العلميّة التّاريخيّة، أقامت الجمعيّة محاضرة ثقافيّة بعنوان : ” دراسة مقارنة في الغزل بين عمالقة الشعر نزار قباني – محمود درويش – أدونيس”، التي ألقاها الأستاذ محمد عبد الله زهرة، حيث قدمت الشاعرة عهدات موسى المحاضر وألقت قصيدة حول موضوع المحاضرة ذكرت فيها الشعراء العمالقة الثلاث أدونيس، نزار قباني، محمود درويش، الذين يستحقون تسليط الضوء على أعمالهم الخالدة.

ثم بدأ المحاضر الأستاذ محمد عبدالله زهرة محاضرته بوصف أدونيس بأنه الشاعر الإشكالية المتمرد الذي وقف ضده بعض الشعراء ممن ينظمون الشعر العمودي التقليدي، و أشار المحاضر إلى تميز أدونيس في نظرته إلى الشعر، فعلى الشاعر أن يمتلك روح كنار مغرد وجموح الخيل التي لا تقبل الترويض، وأيضاً يعتقد أن الوظيفة تقيد النصوص الشعرية، ورغم تجاوزه التسعين عاماً إلا أنه يعيش هدوءاً لافتاً، فالشعر حياته واللغة العربية وطنه هو عاشق حتى الرمق الأخير ويتعامل مع الموت كأنه جزء من الحياة، و برأيه أن مسؤولية الشاعر إزاحة كل الأقنعة، وباختصار كما ذكر المحاضر أدونيس مقلٌ في الغزل فهو شاعر العقل والفلسفة.

 

و فيما يتعلق بالشاعر محمود درويش الأكثر توهجاً برأي المحاضر الذي بيّن أن درويش يؤمن بأن للشعر وظيفة ورسالة و قضية على خلاف أدونيس، لقد ابتدأ درويش أشعاره شفافة عفوية خالية من الترميز : (ماذا يثير الناسَ لو سرنا على ضوء النهارْ وحملتُ عنكِ حقيبة اليد..

والمظلهْ وأخذت ثغرك عند زاوية الجدار وقطفت قبله) وفي كل أشعار محمود درويش حتى الغزلية لا فكاك عن القضية فهو يمثل بحق الشعر الملتزم في كل مراحله حتى استنفذ بالرمق الأخير.

وأما نزار قباني شاعر النخبة، ذكر المحاضر أن معظم دواوينه حول المرأة والحب، و أنه كان يريد تحرير المرأة من العقد المسكونة فيها، ويأخذها إلى الهواء الطلق و الغابات، فتراه يرفض الحب وراء الكواليس وكتب قصائده على أوراق أشجار الحدائق لينهي مرحلة السرية المفروضة على المرأة ويعيد للحب شرعيته، وكان يعلم قباني آنذاك أن ذلك سيكلفه غالياً عندما يصطدم مع العقول المتحجرة: (من قال إن الحب عدوان على شرف السماء).

و برأي المحاضر أن قصائد قباني تكاد تخلو من الرمز والترصيع، وأن شعبية نزار هائلة إلا أن المطربين الذين غنوا قصائده زادوه شهرة من أمثال العملاقة أم كلثوم و عبد الحليم ونجاة و كاظم الساهر.

وخلص المحاضر إلى رأي مهم مفاده وجود تشابه في التاريخ الشعري بين البحتري ونزار قباني من حيث العفوية و البساطة في الشعر ، و المتنبي ومحمود درويش من حيث القوة في الدلالة الرمزية ، و بين أبي تمام وأدونيس في صناعة الشعر.

ازدهار علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار