الوحدة : 27-4-2022
بقدر ما يكون الأديب صادقاً في بوحه، يكون المتلقي شاعراً في نبضه، وبقدر ما يكون ملاحو سفينة الأدب متمرسين في قيادتهم يكون الإبحار إلى شاطئ التعابير البليغة بسلام ونجاح، وهذا حال الظهرية الأدبية في الملتقى الشعري، الذي أقامه المركز الثقافي الإيراني في اللاذقية بمناسبة يوم القدس العالمي ضمن صالة المركز، والتي استطاعت أن تتواشج مع خيال الحضور، وتستأثر بمشاعره بما قدّمه الأدباء من إلقاء متميز، ومن وحدة إبداعية بين الشكل والمضمون تنبض بالمصداقية وبروح المقاومة، وخير ما استهلّ به النشاط آيات من الذكر الحكيم تلاها القارئ (فارس كردي).
وقد قدّم الملتقى المسؤول الإعلامي للمركز (أسامة عباس) ، والبداية كانت مع كلمة الأستاذ (علي رضا فدوي) الملحق الثقافي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في اللاذقية قال فيها: نحن على أعتاب الذكرى السنوية الثالثة والأربعين ليوم القدس العالمي الذي أطلقه الإمام الخميني الخالد، مفجر الثورة الإسلامية في إيران، إن إحياء هذا اليوم هو إحياء للأمة كلها، حتى بات ملتقى سنوياً لجميع الأحرار والشرفاء في شتى أنحاء هذا العالم، وأصبح الاحتفال به يتميز بطقوس خاصة داخل فلسطين وخارجها، وفي الواقع: إنَّ قضية القدس لم تغب لحظة واحدة عن السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ انتصار الثورة المباركة، وأنّ القضية الفلسطينية اليوم تمر بأصعب مراحلها لكننا سنتصدى لجميع المؤامرات والصفقات بالتعاون مع أشقائنا في سورية وفي دول محور المقاومة ومع جميع الأحرار في شتى دول العالم، فدعم المقاومة واجبنا، ولن نتخلى عن مواقفنا حتى تتحرر فلسطين ويعود الحق إلى أصحابه الشرعيين.
الدكتور الشاعر (مالك الرفاعي)، من قصيدته ( أغنية جراح القدس) نقتطف هذه الباقة الشعرية: أقسمت بالشهداء من نذروا النفوس فداء هذي الأرض.. وارتحلوا.. ليأتوا كالنيازك.. في أراجيح الضياء.. الرب يثأر من أعاريب النفاق ومن سلاجقة الضلال.. ومن ضالات البغاء ولطالما نحن الورثنا في العلى قيم الإرادة والشهادة من شذى جرح الحسين بكربلاء الشاعر (مروان أبو الحكم)، من قصيدته (فلسطين يا أم الجراح) نختار مطلعها: كم ذا تحدث عن أمجادك العرب وكم تغنى على أعتابك الأدب وكم تباهت بك الأعراب قاطبة حتى تعجب من أوصاله العجب لأنك الحسن والآثار شاهدة وأنك الماء إن ضنت به السحب مهد الرجولة لا تخدك جعجعة بلا طحين إذا أودى بك الشغب الشاعر (زاهر قط)، في قصيدته (حنظلة طليق اليدين) نقرأ المقطع الشعري الآتي.. أمر خفيف الخطا عابراً بذاكرتي أسطح الأسئلة أحط على نجمة في البعيد أصافح أبوابها المقفلة وأدنو غريب الظلال، أرتل لليل ألحانه المسولة فأكشف في نوطة الأمنيات نشازاً عجوزاً سلا منزله
رفيدة يونس أحمد