رمضان والأسعار وجشع التجار…

الوحدة: 21- 4- 2022

 

السؤال الذي يحضر على ألسنة الجميع هذه الأيام، لماذا ترتفع الأسعار في رمضان ..؟!

في رحم السؤال هذا يتولد سؤال آخر : أين الرحمة والمغفرة في شهر الرحمة ؟!

ولأننا من المندهشين بما يحصل، خرجنا نلتمس الإجابة على السؤالين المطروحين آنفاً.

في البداية قمنا بجولة على بعض المحال التجارية وختمناها بجولة في الأسواق الشعبية.

في محال صدمتنا الفوارق الكبيرة لنفس السلعة بين محل وآخر.

البعض يلعب مع الشاري لعبة التذاكي كأن يقوم بنخب البضاعة خضار كانت أم فواكه ليحدد أسعاراً بعضها خيالي وكما يحلو له، حتى “الفول الأخضر ” يتدرج في أسعاره وكلما كانت الثمرة ناضجة بحباتها تضاعف سعر الكيلو غرام الواحد حيث وصل في المحال التجارية في محيط حي الزقزقانية وضاحية تشرين إلى “٢٨٠٠” ليرة سورية.

اللعبة الأكثر تذاكياً كانت في أصناف الفواكه وبخاصة فواكه الموسم (الفريز- العقابية) ويتبعها أصناف التفاح والبرتقال. ومن المحال التجارية إلى سوق أفاميا حيث اختلفت الأسعار بنسبه تزيد عن ٣٠% انخفاضاً وفاتنا أن نذكر أن ربطة البقدونس لايتعدى قطرها قطر أصابع الفتاة الناعمة تباع في المحال التجارية ب ٥٠٠ ليرة سورية، وكذلك ربطة النعنع ، ويتجاوز سعر الخسة الواحدة ١٢٠٠ ليرة سورية.

المشهد يتبدل في سوق أفاميا الذي قصدناه وبدأنا بالخضار الورقية، حيث تباع كل ثلاث جرزات بقدونس بألف ليرة سورية والخسة حسب حجمها بخمسمائة ليرة سورية أو يزيد قليلاً. وكان واضحاً الفارق السعري بين المكانين وهذا الأمر ينسحب على أغلب الخضار والفواكه.

ومع الناس حاولنا استطلاع آراء البعض وسط زحمة تساءلنا معها : لماذا يزداد الاستهلاك في رمضان؟ رغم أنه شهر الصوم فهو للعبادة وفعل الخير وليس لاستبدال مواقيت الطعام بين الليل والنهار.

الناس مقبلون على شراء حاجاتهم وبكثافة لم نشهدها في أوقات أخرى أو شهور أخرى، الكل يشتري، والكل يتأفف، والكل أجمع أن احتياجات البيت لايمكن التفريط بها أو تجاهلها.

وبالتالي هم مضطرون للشراء بضغط الحاجة.

 

سألت العم أبو أحمد : أليس هذا الحمل ثقيلاً عليك؟ قال : الأثقل من ذلك هو الغلاء الذي أثقل حياتنا بكل قبيح وليس لنا مفر، وبادرني بالسؤال : أليس لديك أولاد :؟ قلت له نعم، قال : هل تستطيع أن تضحي برغبة من رغباتهم أو تتجاوزها حتى لو واصلت الليل بالنهار جهداً وتعباً، قلت له لقد وصلني الجواب.

وفي زاوية من زوايا السوق وقع نظري على أحد معارفي الصديق تمام محمد سألته : أراك هنا؟ فقال: أخرج كل يومين للتبضع في هذا المكان قاطعاً مسافة تزيد عن ٥ كيلو مترات، فهنا نجد تنوعاً في السلعة والحاجيات وأيضاً فارقاً في الأسعار رغم ارتفاعها في كل الأمكنة، وكما يقول المثل : “الرمد أفضل من العمى” .

كل من التقيناهم شكوا وأكدوا أن الراتب يتبخر في زيارتهم إلى السوق لشراء حاجيات المطبخ فقط. وأنا بدوري أعيش نفس الحالة مع سؤال مرير :هل شهر الصيام للرحمة بالعباد أم لابتزازهم ومراكمة الأموال بالحرام ؟ لماذا يرتكب البعض المعصية في شهر الصوم؟ .

الإجابة تتلخص بعبارة: ” إنه الجشع “.

غياث طراف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار